26 أكتوبر 2025
تسجيللا قدر الله اذا ما تعرضت سيارتك لحادث تصادم، وكنت الطرف الثاني، ولست المتسبب في الحادث، فإنك تتمنى ان تكون المتسبب في الحادث (الداعم) أفضل من ان تكون الطرف الثاني (المدعوم). من اللحظة الاولى لوقوع الحادث " تندم " انك " مدعوم "، وتتمنى لو كنت "داعما"؛ فببساطة الطرف الاول " الداعم " يقدم الاوراق الخاصة بالسيارة التي يستقلها، وبوليصة التأمين، ثم ينصرف، لتبدأ بعد ذلك معاناة الطرف الثاني " المدعوم " في مسلسل طويل وممل ومضيعة للوقت... يذهب الطرف الثاني إلى ادارة المرور أو اي فرع لها ـ حسب مكان الحادث ـ بعد يوم او يومين من وقوع الحادث، ليأخذ التقرير، ثم يذهب به إلى شركة التأمين الخاصة بالطرف المتسبب في الحادث، لتبدأ هناك المماطلات في قضية التصليح، خاصة اذا ما كانت سيارتك قد تجاوزت العام الاول من استخراجها من الوكالة، حيث يمطرك موظف التأمين بأسماء الشركات والكراجات، الا الشركة الخاصة بسيارتك، وعندما تطلب ان تقوم بتصليح سيارتك بالكراج الخاص بشركة سيارتك يكون الرد ان السيارة قد مضى على استخراجها اكثر من عام، وبالتالي فإن القانون لا يفرض على التأمين اصلاحها في كراج الوكيل، انما في شركة اخرى! تخيل لو ان سيارتك قد كلفتك 200 أو 250 الف ريال، وتعرضت لحادث، ثم تقول لك شركة التأمين: لن نعطيك موافقة لتصليحها في الشركة الأم، ماذا سيكون موقفك ؟ اما اذا كانت سيارتك قد مضى عليها عامان أو ثلاثة فالويل لك من عذابات شركات التأمين، لأنك سوف " تدوخ " من اجل تقديم عروض اسعار التصليح من كراجات مختلفة. فما ذنبي " المعتدى عليه " ـ ان صح التعبير ـ ان اجوب شوارع المنطقة الصناعية بحثا عن الكراجات من اجل تقديم هذه العروض ؟! ثم كيف سأقوم بذلك اذا ما كانت سيارتي قد تعرضت لأضرار فادحة ولا استطيع قيادتها، هذا يعني تأجير سيارة أو استخدام سيارة اجرة، من اجل المرور على الكراجات للحصول على هذه العروض. لم ينته المسلسل عند هذا الحد، بعد ادخال السيارة إلى الكراج، فإن التصليح سوف يستغرق اياما واسابيع، من يتحمل الخسائر التي تترتب على فقدان هذا الشخص ـ الطرف الثاني ـ سيارته طوال هذه الفترة ؟ لا احد يسأل عن ذلك، فالمتضرر يظل دون سيارة أو يضطر لتأجير سيارة خلال هذه الفترة، متحملا التكاليف المالية المتعلقة بهذه الامور، دون ان تسأل شركة التأمين عن ذلك، فهل في ذلك عدل ؟! لماذا لا تتم اعادة النظر في قانون التأمين، بحيث يتم انصاف السائقين المتضررين، الذين ليسوا طرفا في الحوادث التي يتعرضون لها، سواء من خلال اتفاق شركات التأمين مع مكاتب تأجير السيارات لمنح المتضررين سيارة خلال فترة اصلاح سيارتهم، أو تعويضهم ماديا عن كل يوم لحين الانتهاء من عملية الاصلاح. " المدعوم " ـ بمفهوم حوادث السيارات وليس بمفهوم من يمتلكون شخصيات داعمة ومساندة لهم ـ يذوق الويل من حادث ليس له فيه يد، فهل من انصاف وعدل من قبل الجهات المختصة ؟