25 أكتوبر 2025
تسجيلالتمسك بالسنة النبوية لا يخضع لأي اجتهاد لا يخدم ما جاء على لسان رسولنا الكريم الجمعيات الخيرية مطالبة بالاهتمام بالموضوع وتوجيه أموالها لخدمة المحتاجين داخل قطر أكثر من تعليق وتوضيح وصلني أمس حول "سنة الأضحية" التي يجب ان تذبح في البلاد ولا ترسل الى الخارج وذلك بعد اجتهادات بعض العلماء التي لا يتفق معها الكثير من افراد المجتمع القطري. ويؤكد الكثير أنه لا يجوز اخراج الاضحية للخارج ما دام هناك من يحتاجها في الداخل بالاضافة الى ان من يرسلها للخارج يخالف السنة النبوية وهو ما اثار الكثير من المتابعين للمقال أمس ووجوب عدم المساس بسنة رسولنا الكريم . وفور نشر مقال امس حول موضوع الاضحية وعدم وجوب ارسالها الى الخارج تلقيت العديد من الاتصالات والرسائل النصية ورسائل اخرى عبر البريد الالكتروني لتأييد ما جاء في المقال . وحقيقة الأمر: ان هذه المسألة باتت من المسائل المهمة التي تحتاج منا الى وقفة مستقبلية لاعادة الفتاوى التي صدرت بشأنها ويتوجب على علماء الدين ان يعيدوا النظر فيها بشيء من الاتزان والتأني وعدم المبالغة في هذه المسألة التي كان وما زال يسير على نهجها اهل قطر منذ قرون طويلة ولا يجب تغييرها. فهي مسألة لا نريد ان يغير علماء الامة مسارها عن الوجهة التي كانت سائدة ويجب التمسك بها حفاظا عليها من اية فتاوى عصرية قد تكون بعيدة كل البعد عن اهمية ذبح الاضاحي داخل البلاد ودعم ارسالها للخارج . ويذهب البعض إلى: ان الاجماع على عدم ارسال الاضاحي الى خارج البلاد والتمسك بهذا المبدأ الصحيح كان وما زال هو المنهج المتبع داخل المجتمع القطري رغم المبالغات التي ارتكبتها بعض الفتاوى دون اي دليل. ويدعو الكثير من اصباب هذا الرأي الى ان الاضاحي التي تذهب للخارج هي بمثابة "صدقات" وليست اضاحي، ولهذا وجب التوضيح منعا لأي لبس. ويقول أحد المعقبين: موضوع مهم جدا .. ويا ريت لو تتحدث في المستقبل عن موضوع اخر مشابه له .. وهو ما يتعلق بإرسال المساعدات المالية. فأهل قطر هم بأمس الحاجة اليها من غيرهم. ونقصد بالطبع التجار واصحاب الزكاة السنوية الذين يرسلون هذه الاموال الى الخارج ولا يركزون على الداخل . ويضيف آخر: هذا الموضوع يجرنا للحديث عن "زكاة الفطر" السنوية التي يخرجها اهل قطر الى الخارج ولا توزع على المحتاجين في داخل قطر. وهي مسألة ارى لو يتم التوسع بها والتعامل معها باهتمام كبير لقطع اي شكوك او ملابسات بهذا الخصوص . كلمة أخيرة: فكرة طرح الموضوع أرى أنها تحتاج الى المزيد من المقالات الاخرى مستقبلا. لأن "ارسال الاضاحي الى الخارج" لم يكن من الامور السائدة في السابق. وقد حان الأوان لمحاولة تغيير مسار الموضوع لينصب في الداخل فقط. ومن الواجب ايضا على المؤسسات الفقهية بأن تتحد في الفتاوى الشرعية لتوعية الناس بعيدا عن الاستغلال وإثارة البلبلة. والله من وراء القصد .