26 أكتوبر 2025

تسجيل

هل هناك صراع فرنسي أمريكي في ليبيا؟

22 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أصبحت عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني، قاب قوسين أو أدنى من القضاء على تنظيم الدولة، وهي الآن تخوض حرب شوارع لإحكام سيطرتها على سرت. الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية على تنظيم الدولة شكلت انعطافة مهمة إزاء الصراع الدائر بين حكومة الوفاق الوطني والفصائل المساندة والمؤيدة لها من جهة وقوات حفتر المؤيدة من برلمان طبرق من جهة أخرى. وقد استتبع هذا الموقف الأمريكي انسحاب القوات الفرنسية من بنغازي -كما أفادت مصادر أمنية ليبية- إلى قاعدة أمريكية قريبة من مالطة، وتوافق غربي معلن على مساندة حكومة الوفاق الوطني، لكن حفتر الذي يعاني من الفشل دفع بقواته إلى الموانئ النفطية من أجل الاستيلاء عليها ومقايضة الغرب بها، لكن الدول الغربية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) أصدرت بيانا دعت فيه إلى وضع كافة منشآت الطاقة في ليبيا تحت سيطرة حكومة الوفاق التي بدأت بالفعل في تأمين حقول استخراج النفط وموانئ التصدير وفتح ميناء الزويتينة لتصدير النفط وتجهيز حقل الشرارة للتشغيل، مع ما استتبع ذلك من حشد لقوات حرس المنشآت النفطية، وترتب على هذا الأمر وجود قوتين متضادتين على وشك الصدام. الصدام المحتمل بين الطرفين عكس صراعا خفيا بين الولايات المتحدة التي انحازت إلى حكومة الوفاق الوطني وبين فرنسا التي انحازت إلى حفتر المؤيَّد من حكومة شرق ليبيا، والتي لم يكن انسحاب بعض قواتها من بنينة مؤشرا كافيا على توقف تأييدها لحفتر، إذ كشف عيسى عبد المجيد مستشار مجلس نواب طبرق المستقيل من منصبه، أن هناك صراعا أوربيا أمريكيا في ليبيا، فبينما تقف أمريكا في جانب تقف فرنسا في الجانب الآخر، وقد عبرت صحيفة الواشنطن بوست عن انزعاج الولايات المتحدة من حفتر وقالت: "لقد أصبح الجنرال الليبي خليفة حفتر مصدر إزعاج للولايات المتحدة، بعد أن كان رجل الـ"سي آي أيه".. وهو الآن الذي يقف في وجه السلام في ليبيا". وفي هذا السياق أدى الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية زيارة إلى القاهرة بحث خلالها مع وزير الدفاع ورئيس الأركان المصريين تطورات الأوضاع في المنطقة، وذكرت قناة 218 الليبية أن فوتيل ربما يجتمع لاحقا بالسيد فايز السراج في تونس أو القاهرة للغرض نفسه. الموقف الفرنسي المنحاز إلى موقف القاهرة من الأزمة الليبية جاء على خلفية صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع فرنسا إذ كان لها دور في حمل الأخيرة إلى تأييد حفتر، كما يبدو أن تأييد مصر وفرنسا لحفتر كان ولا يزال السبب وراء تعنته وإصراره على تعويق ليس فقط مصادقة برلمان طبرق على حكومة الوفاق، وإنما أيضا عرقلة أي مشروع لإقرار النظام ولمّ الصفوف، بل ومنع حكومة الوفاق من السيطرة على المنطقة النفطية ومباشرة تصدير النفط إذ تتوقع مجلة الإيكونوميست البريطانية صراعًا محتملًا بين قوات حفتر المرابطة قرب ميناء الزويتينة وحرس المنشآت النفطية، وذلك إذا بدأ الميناء بتصدير النفط الليبي للخارج، وهو ما سيفاقم الأوضاع المعيشية سواء لليبيين الذين بدأت احتجاجاتهم تتزايد مع تراجع الأوضاع الاقتصادية في بلد يعد احتياطيه النفطي هو الأكبر في إفريقيا إذ قدر بـ(46.6 ) مليار برميل. نجاح حكومة الوفاق في تطهير ليبيا من تنظيم الدولة يضع الدول الأوربية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي -كما الليبيين أنفسهم- أمام تحد كبير، فهل سيتركون حفتر يستولي على حقول النفط وموانئ التصدير ويواصل عرقلة جهود السلام، أم ستتوحد مواقفهم من أجل السلام ويدعمون حكومة الوفاق التي أوشكت على القضاء على تنظيم الدولة وقدمت من أجل ذلك التضحيات؟