18 سبتمبر 2025

تسجيل

عاشق المسرح

22 أغسطس 2012

هو إنسان معجون بحب المسرح، جندي على أهبة الاستعداد للمشاركة في أي مسرحية وأي دور، هناك من كسب من المسرح الملايين، وهناك من يرى في المسرح فرصة لكسب المزيد من الشهرة والمال، إلا هذا الممثل الفنان، فقد وجد ذاته في المسرح، وتحول إلى ركن مهم عبر كل أدواره في المسرح القطري، يعمل بمقابل وبلا أجر، وفي إطار الدراما أيضا في أي إطار كان هو على أهبة الاستعداد، في الملتقيات المسرحية المحلية والخارجية يبحث دائماً عن الفائدة، قليلون بل نادرون أمثاله في الحراك المسرحي. إنني أتحدث عن الممثل الإنسان، أتحدث عن الخلق القويم والإنسان المستقيم الذي لا يتحدث عن زيد أو عبيد، ولا يترك فرضاً من فروض الله.. إنه محمد حسن المحمدي، شعلة النشاط والإيثار، ففي أي دورة مسرحية يحاول أن يكسب المزيد من المعرفة، مطيع محب للآخرين، هدفه الأسمى أن يسهم في الحراك المسرحي، ومع كل هذا فهو لا يجني الثروة ولا الشهرة لأنه يرضى بالفتات، محمد حسن المحمدي حالة مسرحية، كثيرون في الحركة هدفهم قطع رقاب رفقاء الدرب، ولكن الإيثار وحب الخير وحب الآخر دأبه، نموذج فريد، متى يتم مثلاً تكريم مثل هذه النماذج في الخارج هو نموذج مشرف مثله مثل صديقه وصديق الحراك المسرحي علي سلطان الممثل الموهوب، لا يتركان محاضرة حول المسرح أو عرضاً مسرحياً، بل ينتقلان من مسرح لآخر، بينما البعض لا يستطيع الخروج من دائرة السهر!! إن ما يجمع كلاهما حب المسرح وبساطة التعامل مع الحياة، وإذا كان الصديق الفنان علي سلطان قد كرم لتاريخه وعطائه، فإن محمد حسن المحمدي لا يطرح اسمه في أي تكريم مع أنه يستحق الإشادة، إنسان يملك الرغبة في التطوير وفي اكتساب المزيد من الخبرات، في الورشة الأخيرة كان حاضراً وكان قد عمل قبلها بأيام قليلة عبر العمل الخاص بالمرحوم علي حسن الجابر مع الصديق سالم الحجوشي، هناك احتفاليات سنوية يتم تكريم زيد وعبيد فيها ولكن أمثال محمد حسن المحمدي، علي ميرزا الشرشني، عبدالواحد محمد وغيرهم لا يتم ترشيح أسمائهم مع تفانيهم في إطار المسرح الشبابي والحراك عبر الشركات الخاصة أو الفرق الأهلية، أتمنى أن يتم تشكيل لجنة لدراسة أمر هؤلاء الفنانين خاصة أنهم قد قدموا الكثير للحراك، وحتى لا يتركوا الساحة كما تركها عدد غير قليل من المنتمين للحركة، وإلا ماذا نقول مثلاً عن غياب فنانين كان لهم حضورهم المسرحي مثل عادل الأنصاري وفريد الجابري وغيرهما ممن تركوا الساحة لبعض أدعياء حب المسرح. كلمة أخيرة أهمس بها في أذن الصديقين محمد حسن المحمدي وعلي سلطان وأكررها: أنتما الباقيان في الذاكرة وهذا هو التكريم الحقيقي لكما.