12 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: هل الاختلاف في الطبيعة والتركيب بين الرجل والمرأة يترتب عليه اختلاف في الوظيفة؟ قلت: لا أريد هنا أن أتحدث عن الأمور التي تجعل من الرجل والمرأة كائنين مختلفين في الكثير من الأمور، إنما أود أن أشير إلى شيء مهم، هو أن الاختلاف في الطبيعة والتركيب، يترتب عليه الاختلاف في الوظيفة، إن التركيب الجسمي والنفسي والشعوري للفتاة مختلف في التركيب الجسمي للفتى، لهذا فإن الفتاة قد أعدت لتقوم بدور مختلف عن أخيها. إن الفتاة تحمل وتلد، وتعد المسؤول الأول عن تنشئة الأجيال، وما يثير اهتمامها، ويستولي على مشاعرها ليس هو الذي يستولي على مشاعر الفتى، وإن في تعاليم ديننا وفيما اتفق عليه الناس من أعراف وتقاليد ما يجعل المطلوب من المرأة مغايراً لما هو مطلوب من الرجل على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد العمل والوظيفة، بعبارة أخرى تحتاج الفتاة إلى أن تكون طموحاتها في المستقبل طموحات امرأة وليست طموحات رجل، وهذا يعني أن على الفتاة أن يكون هدفها الأول هو الإسهام في بناء أسرة ملتزمة وسعيدة ومترابطة، وعليها أن تعد نفسها ثقافياً وتربوياً لهذه الوظيفة الجليلة، هذه واحدة.. أما الثانية، فهي أن تكون دراستها في الجامعة ملائمة لما ذكرناه، وذلك بأن يكون التخصص الذي تدرسه مما يلائم بنات جنسها مثل مجال التعليم والتطبيب، أو يكون العمل في مجاله بعد التخرج لائقاً بربة منزل، ومن هنا فليس من الملائم للفتاة أن تدرس الهندسة المدنية أو البحرية أو الطيران، كما أنه ليس ملائما لها أن تدرس الطب البيطري أو الزراعة. وعلى العموم فإن نصيحتي لبنتي أن تسعى لدراسة علوم يمكن لها الاستفادة منها ثقافياً وتربوياً ومادياً بعد أن تسمح لها واجباتها الأسرية بالالتحاق بالوظيفة. واحذري يا ابنتي الطموحات التي تجعل فرصتك في الزواج ضئيلة حتى لا تندمي حيث لا ينفع الندم. قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لابنتي؟ قلت: إنه يعني: أ – لا تحاولي الدخول في منافسة مع الشباب، فأنت مخلوقة لدور غير دورهم، وعليك أن تأخذي الدرس والعبرة من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه المرأة في كثير من بلدان العالم شرقاً وغرباً. ب – في حياتنا معطيات كثيرة تحتم عليك أن يكون اهتمامك بالزواج وبناء أسرة مسلمة وتربية أولادك التربية الصحيحة، هو الاهتمام الأول. ج – الأنوثة هي السلاح الأمضى الذي تحارب به المرأة، فلا تتخلي عن هذا السلاح بأوضاع وأعمال وتصرفات غير مناسبة لك. د – ليس الأفق الاجتماعي للتخصص أو الوظيفة هو المهم، لكن المهم هو ملاءمته لك ومدى إتقانك له أو لا. والله من وراء القصد.......