17 سبتمبر 2025

تسجيل

قدر المبتسمين الرحيل سريعاً

22 يوليو 2020

الحياة لا تدوم لأحد.. والموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا أو حتى من هو في المهد.. فقد كتب الله الموت على عباده دون استثناء منذ خلق والدنا آدم وحتى اليوم.. فالكل سيشرب من هذا الكأس عاجلا أو آجلا. يقول أحد الشعراء: نعى الناعي فروعنا جميعا وجاز الجرح حد الاحتمال أنا المجروح من موت تدلى ليغدر في صديق كان غالي وبالأمس القريب غاب عنا صديق الدراسة في المملكة المتحدة إبان مرحلة الماجستير والدكتوراه وأبرز رفقاء الدرب في المعيشة بتلك البلاد الجميلة وسحر طبيعتها الأخاذة وحياتها المعيشية التي تقاسمنا فيها حلاوتها ومرارتها معا.. سواء في صعوبة الدراسة أو في مكابدة غلاء المعيشة من خلال فرض الضرائب التي تقاسمنا فيها تكاليفها المرتفعة.. إلا أننا كنا نصبر على هذه التحديات ونتغلب عليها بفضل المثابرة والكفاح لأجل نيل العلم والحصول على أعلى الدرجات لتشريف وطننا الغالي في نهاية المطاف. رحل عنا الأخ والصديق طارق حمد أحمد عيسى الحيي النعيمي (1962 - 2020) عن عمر ناهز 58 سنة.. وحري بنا هنا التوقف قليلا للتحدث عن الفقيد في بضعة سطور من باب الوفاء له. فهو حاصل على شهادة المرحلة الثانوية في عام 1981 م.. وقد درس في المملكة العربية السعودية بمعهد الدراسات الفنية ضمن قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية التي تخرج منها عام 1984 م بتقدير امتياز وكان ترتيبه الأول من بين زملائه في المعهد كما نال جائزة السلامة الأرضية.. وعمل في وظيفة موجه طائرات جوية في القوات المسلحة القطرية لفترة من الزمن حتى وصل لرتبة نقيب. وفي عام 1991 م نال الليسانس من جامعة بيروت العربية في مجال الحقوق.. وانتقل بعدها للعمل في وزارة العدل القطرية (مساعد مدير إدارة الفتوى والعقود عام 2000 م). ثم التحق بالدراسة في المملكة المتحدة لنيل الماجستير في القانون حيث حصل عليه في عام 1996 م.. كما كان في نفس الوقت يعمل كأحد أعضاء لجنة المناقصات بالدولة.. وفي حوالي عام 2005 م تقاعد عن العمل.. وتفرغ بعدها لفتح أحد مكاتب المحاماة في الدولة. كان الفقيد يعاني من أحد الأمراض المزمنة واستمر معه لفترة طويلة.. حتى تلقينا نبأ وفاته قبل أيام.. لتنطفئ مسيرة شمعة من شمعات الوطن المعطاءة والمكافحة في هذه الحياة.. رحمك الله يا طارق.. إلى جنة الخلد يا صديقي المثابر.. وهكذا قدر الله في عباده.. أن يرحل المبتسمون سريعا. ◄ كلمة أخيرة: رثاه الإعلامي الكبير سعد بن محمد الرميحي عبر تغريدة له في تويتر قائلا: الله يرحمك ويغمد روحك الجنة يا أبو حمد.. كان نعم الأخ.. عرفته منذ سنوات طويلة.. كان أول لاعب من أندية الدرجة الثانية ينضم لمنتخب قطر للشباب عام 1980 م.. فقد كان أبرز لاعبي فريق نادي النهضة وهدافه.. هو وشقيقه عبدالحكيم.. كل الدعاء لك يا طارق بالمغفرة والرحمة.. وعساك في جنة النعيم. [email protected]