12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أمريكا: خسرت الولايات المتحدة الأمريكية هيبتها في المنطقة، بعد اتباعها أفشل سياسة تنتهجها في منطقة الشرق الأوسط عبر التاريخ، حيث لم تستطع أن توجد حلولًا للأزمات التي ألمت بالمنطقة، خصوصا الأزمة السورية، ما أدى إلى عودة ظهور روسيا مرة أخرى على الساحة. لذلك تعرض أوباما لانتقادات كثيرة. وفي أحد الأيام، ظهر "تنظيم داعش المتخصص بقطع رؤوس البشر بوحشية"، فقام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بإنقاذ الأبرياء في المنطقة من يزيديين وأكراد وعرب ومسيحيين. ما أدى إلى تخلص أوباما من التعرض للانتقاد بسبب سياساته الفاشلة في سوريا والشرق الأوسط، وبزغت أمامه فرصة لبناء منطقة غير محررة بعد، ستكون تابعة له في الشمال السوري. سوريا:تمكن الأسد الذي قتل أكثر من 200 ألف إنسان، وهجّر الملايين داخل وخارج الوطن السوري، من طرح سؤال على الغرب في الوقت الذي كان فيه الغرب يستعد ليقول "كفى": توجه الأسد للغرب سائلًا: "هل ستوافقون على الانقلاب عليَّ، ليصل إلى رأس الحكم في سوريا، داعشيون لن يتوانوا عن تفجير وهدم أهم المعالم التاريخية، وتحويل النساء إلى رقيق جنس، والتباهي بقطع الرؤوس؟"، فعاد الغرب على أعقابه وما عاد بنيته التدخل في سوريا، فيما واصل الأسد لمجازره وانتهاكاته بحق الشعب السوري.أوروبا:بقدر ما تعمّ الفوضى في المنطقة، بما في ذلك سوريا، والعراق، وإيران، ولبنان، ومصر، وليبيا، واليمن، بقدر ما تتمكن الدول الأوروبية من بيع نسبة أكبر من الأسلحة والذخائر والمواد الحربية، وتعزيز اقتصاداتها الوطنية، مرسخةً فكرة أن الدول الإسلامية أرادت محاربة بعضها بعضًا وخسارة قوتها، ورفضت دائمًا إنشاء حضارة بديلة. ومتمكنة من الرد على الانتقادات الموجهة إليها بالقول: "إن كل ما حدث، كان بسبب تنظيم داعش، الذي جعل من الأطفال رقيق جنس، وسكب البنزين على البشر وأحرقهم بلا رحمة ولا هوادة". وبسبب السياسات الغربية تلك، بات المسلمون في أوروبا، هم أكثر شريحة مجتمعية تتعرض لجرائم كراهية وتمييز عنصري، وتفشت ظاهرة "الرهاب الإسلامي" أو "إسلاموفوبيا". ألمانيا:إنها الدولة التي ترى في تركيا منافسًا لها، ولا تريد لها أبدًا، أن تحقق أي تنمية أو أي زيادة لقوتها في المنطقة على الإطلاق. شاركت في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ودعمت بشكل علني، ميليشيا ما يسمى بـ"وحدات حماية الشعب" شمالي سوريا، التي هي في الحقيقة امتداد لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، في وجه داعش، ودخلت إلى منطقة شمال العراق، وبدأت بتدريب الوحدات المسلحة التابعة للبشمركة ولـ"وحدات حماية الشعب" واليزيديين، وتزويدهم بالعتاد والذخائر العسكرية اللازمة، بالتزامن مع بدءها تنفيذ أهم العمليات الاستخباراتية وأكثرها فعالية في المنطقة.روسيا والصين:دعمت روسيا والصين نظام الأسد منذ البداية، وأصبحتا من شركائه في اقتراف المجازر ضد الشعب السوري، ولهذه النقطة بالتحديد، وقفت روسيا في مواجهة الولايات المتحدة، ونجحت بمسح ملف استخدام الأسلحة الكيميائية الخاص بـ"الأسد" وإسقاطه من على الأجندة الدولية. إن ظهور داعش، جاء بالتزامن مع ازدياد الضغوط والانتقادات، واستعداد الدول الغربية للتدخل في سوريا. حيث بدأت روسيا، بنشر صور قطع الرؤوس واتهام الولايات المتحدة بالسعي لتنحية الأسد وإحلال تنظيم داعش محله.. وفجأة، خمدت الأصوات.. ولم نعد نسمع أي صوت أي جهة كانت تنتقد روسيا والصين، على دعمهما لنظام الأسد.إيران:أهم دول تشارك بشكل فعلي في الحرب السورية، وترسل قوات عسكرية للمشاركة في والقتال الدائر بسوريا. دعمت نظام الأسد غير آبهة باستنكار "العالم السني"، خسرت خلال حرب سوريا الآلاف من أبنائها والمليارات من دولاراتها. بثت إيران في التلفزيونات التابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر، صور تفجير تنظيم داعش للأضرحة المقدسة لدى الشيعة، ومشاهد قطع الرؤوس، وقال إعلامها: "نحن نقاتل ضد الهمجية، وما نفعله هو من أجل الإنسانية، وليس الدين". العراق:العراق المجزّأ بعد صدام، ازداد تجزّؤا وتقسيمًا، حيث تم تشكيل حكومة شيعية في بغداد تدور في فلك إيران، وعندما بدأت الحكومة بتجريد السنة من حقوقهم ومواردهم وتأثيرهم في دوائر الحكم، احتجزت العشائر السنية، ليظهر تنظيم داعش مثل البرق، ويستولي فجأة على مدينة الموصل، ولتبدأ بعد ذلك مأساة إنسانية عارمة، حيث انتشرت مشاهد قطع رؤوس الناس بشكل وحشي، ودعت الحكومة في بغداد، قوات التحالف الغربي إلى التدخل، التي بدأت بقصف مواقع داعش في الموصل، ما دفع العشائر السنية إلى الصمت وعدم المطالبة بحقوقها، فيما واصل النظام الشيعي في بغداد استمراره بالهيمنة على السلطة، بل وتعززت مكانته من خلال الدعم العسكري الذي تلقاه. جبال قنديل\ منظمة بي كا كا\ وحدات حماية الشعبكانت الأسلحة قاب قوسين أو أدنى من أن تفقد حياتها، مع اكتمال مراحل مشروع السلام الداخلي في تركيا، وفجأة، ظهر تنظيم دعي داعش، اعتبر هذا التنظيم أنه يشكل تهديدًا لمنظمة "بي كا كا"، ولـ "وحدات حماية الشعب". عرض التنظيمان على قوات التحالف (الولايات المتحدة الأمريكية) العون في محاربة داعش وإزالته من شمالي سوريا، وقبلت الولايات المتحدة هذا العون بشرط أن يقتصر على الدعم الجوي واللوجستي، هذا التعاون الذي تطور فيما بعد ليشمل دعمًا بالسلاح، وهكذا جرت معركة "عين العرب" (كوباني)، والتي أسفرت عن تعاون بين التحالف وتلك التنظيمات من أجل إقامة دولة مستقلة في شمالي سوريا وظهر مشروع منطقة (روجافا)، بشرط نقل النفط الكردي عبر تلك المنطقة، وهو ما قبلته تلك التنظيمات. فكانت معركة "تل أبيض"، استكمالًا لوصل الكانتونات التابعة لمنظمة "وحدات حماية الشعب" جغرافيًا. وما أن ولى تنظيم داعش الأدبار، حتى وملأ تنظيم "وحدات حماية الشعب" مكانه، وبدأ بترحيل سكان المنطقة، ممن لا ينتمون إلى الإثنية الكردية.. بحجة "تنظيف المنطقة من داعش". بادية كل شيء:افتتحت وكالة الأناضول للأنباء، في عام 2012، مكتبًا لها في مدينة حلب، شمالي سوريا، وبدأت ببث أخبار المدينة المنكوبة، وتحدث أحد تقارير الوكالة آنذاك، عن فصيل معارض لنظام الأسد، يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وأشار التقرير إلى أن الفصيل المذكور لا يخوض أي معركة ضد نظام الأسد، إنما يخوض معاركه ضد الفصائل السنية المعارضة، وذكر التقرير وقتها، أن مواقف هذا الفصيل ومنحاه يتسم بالغرابة.بعد نشرنا للتقرير، بدأت المعلومات ذات الصلة بالفصيل تتدفق علينا من مصادر عديدة، وذكر مصدر مهم للأناضول، فضل وقتها عدم نشر اسمه، أن الطريقة التي تم من خلالها تشكل هذا الفصيل، مليئة بالخفايا وهي مظلمة جدًا، مشيراً إلى أن الفصيل يحظى بدعم من العديد من أجهزة الاستخبارات، وأنه يشعر بأن شيئًا ما سيتمخض عن الفصيل المذكور. وقد نشرت الوكالة وقتئذٍ ذلك التقرير، ونشرت تقريرًا تحليلًا آخر في هذا الاتجاه.وهنا أود التذكير بأن عناصر "داعش"، قاموا بعد بثنا لتلك الأخبار، بمداهمة مكتب الوكالة في حلب، وتخريب جميع محتوياته، ما دفع وكالة الأناضول وقتها بالخروج قسريًا من حلب.