13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأديب الطبيب نجيب الكيلاني (5)

22 يوليو 2014

أما في المجال الصحي والطبي فله كتاب: "في رحاب الطب النبوي"، ولعله أول من تناول هذا الموضوع في وقتنا الحاضر، وله كتب صحية أخرى منها: "الدواء سلاح ذو حدين" و"الصوم والصحة" و"الغذاء والصحة" و"التيفوئيد" و"الدفتريا عدو الطفولة" و"مستقبل العالم في صحة الطفل" و"الجدري والجديري" و"التحصين ووقاية طفلك" و"احترس من ضغط الدم".وبصفة عامة فإن الإنتاج الأدبي والفكري والعلمي للكيلاني يتسق تماماً مع تكوينه الإنساني، فأدبه وفكره وعلمه جميعا تصب في نهر الخير والفضيلة والنهضة، وهى معالم تميز شخصيته وتطبعها بطابع المودة والتسامح والإرادة الصلبة.. وكان يعي جيداً أن الخير هو المنتصر مهما كانت قوة الشر وجبروته، ولعل هذا يفسر لنا سر تحول الكثير من شخصياته، وانتقالها من عالم الجريمة إلى عالم الفضيلة، وهو انتقال فطري عفوي تلقائي، ويأتي بطريقة فنية محكمة لا افتعال فيها ولا تكلف، ثم إنه كان متسامحاً ولا ينظر للوراء ولا يختزن كراهية ولا عداوة لأحد، بل إنه يجعلك في بعض الأحيان تأسى من بعض الأشرار دون أن تحقد عليهم، لقد منحته قيم الإسلام روحاً طيبة، خصبة، تعطي وتثمر حتى في أحلك اللحظات، وكان يوقن في كل الأحوال أن الجزاء عند خالق العباد وليس عند العباد، ومن هنا نستطيع أن نفهم لماذا آثر الإنتاج على الدعاية، والإبداع على الشهرة، ومع أن كثيرين أقل منه موهبة ومكانة طارت بصيتهم الركبان الإعلامية، فإن كاتبنا الكبير لم يشعر بأدنى أسف على تجاهله في الحياة الأدبية المعاصرة، علما بأن بعض رواياته تجاوزت في بعض طبعاتها المائة ألف نسخة، وهو رقم غير قليل إذا عرفنا أن متوسط توزيع الرواية عند المشاهير في حدود خمسة آلاف نسخة فقط.قد ترجمت أعمال الكيلاني إلى العديد من لغات العالم كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية والصينية، وتم تدريس بعضها بالمدارس والجامعات. كما قدم العديد من الباحثين والكتاب دراسات حول أدب الكيلاني منهم: "عباس خضر" و"د.أحمد زكي" و"سيد قطب" و"محمد قطب" و"محمد المر" و"د. حلمى القاعود" وغيرهم، كما دارت حول أدبه عدة رسائل في الماجستير والدكتوراه.. كما حصل على عشرات الأوسمة والجوائز المحلية والدولية.وكرمه الشاعر الدكتور جابر قمحية بقصيدة ألقاها في احتفال جامع أمام عدد كبير من أصدقائه ومريديه، وكانت هذه القصيدة آخر ما سمعه الفقيد من تحايا شعرية. والقصيدة ترجمة نفسية صادقة لحياة الكيلاني بما عمرت به من كفاح وجهاد وتضحيات في شتى الميادين، وقد نشرت بمجلة المجتمع العدد1142 في 20 شوال 1415هـ، الموافق 21 مارس 1995م، وقد جاء فيها:نجيب الكيلاني هاهو الجمع قد أتانا حميــدا مشرق السمت عاطر الوجـدان قد تلاقوا في شرعة الحق والفن وسامي الآداب.. والتبيـــان وحداهم السجايا وفــــاء كي يحيوا نجيبها الكيـــلاني شاعر ناقد أديب طبيـــب قلت سبحان ربنا المنــــان إذ حباك الكثير فهو كريــم فأتيت الثمار قبــــل الأوان