07 نوفمبر 2025
تسجيلإنه لأمير البيان شكيب أرسلان رحمه الله في كتابه القيم والواضح بأسلوب قوي متزن رصين في عباراته وألفاظه " لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم " كان هذا السؤال وكتابة الجواب في سنة 1930 ميلادي. ومن يتصفح هذه الكتاب يجد وكأن هذا الضعف والتأخر ما زال يصاحب هذه الأمة." إن الانحطاط والضعف اللذين عليهما المسلمون شيء عام لهم في المشارق والمغارب.."، " وإنما هو متفاوت في دركاته، فمنه ما هو شديد العمق، ومنه ما هو قريب الغور، ومنه ما هو عظيم الخطر، ومنه ما هو أقل خطراً ". " إن حالتهم الحاضرة لا تُرضِي لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا، ولا من جهة المادة ولا المعنى ". وعدّد رحمه الله أهم أسباب تأخر المسلمين فقال" من أعظم أسباب تأخر المسلمين الجهل.. "،" العلم الناقص.."، " فساد الأخلاق.. "، " فساد أخلاق أمرائهم بنوع خاص، وظن هؤلاء-إلاّ من رحم الله- إن الأمة خُلقت لهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون، وقد رسخ فيهم هذا الفكر حتى إذا حاول محاول أن يقيمهم على الجادة بطشوا به عبرة لغيره ". " وجاء العلماء المتزلفون لأولئك الأمراء، المتقلبون في نعمائهم، الضاربون بالملاعق في حلوائهم، وأفتوا لهم بجواز قتل ذلك الناصح بحجة أنه شق عصا الطاعة، وخرج عن الجماعة.."، " ومن أعظم عوامل تقهقر المسلمين الجبن والهلع.."، " وانضم إلى الجبن والهلع اللذين أصابا المسلمين اليأس والقنوط من رحمة الله.." " فلننفض غبار اليأس ولنتقدم إلى الأمام، ولنعلم أننا بالغو كل أمنية بالعمل والدأب والإقدام، وتحقيق شروط الإيمان التي في القرآن " وختم جواب رسالته بالآية الكريمة " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين ". " أخر الكلام "أتدرون يا سادة يا كرام ما وصية أمير البيان شكيب أرسلان رحمه الله " وانحدرت من عيني الأمير دمعتان، ونهض واقفاً وجذب يد الأستاذ عبدالله المشنوق وقال له: لي وصية واحدة أود أن أوصي بها، فهل تعدني بأن تنقلها إلى العالم العربي بعد وفاتي؟ فأجابه: لك العمر الطويل إن شاء الله. فقال شكيب:لا بل تعدني بنقل الوصية. قال نعم. وهنا طوقه شكيب أرسلان بذراعيه المرتجفتين وقال بصوت كادت تخنقه العبارات: أوصيكم بفلسطين ".