28 أكتوبر 2025

تسجيل

السيسي في مأزق

22 يوليو 2013

أبناء الثورة الذين قدموا أرواحهم لخلع ثلاثين عاماً من الذل، والمهانة، والضياع، ومعها مبارك وعهده هل كانوا يثورون من أجل عودة الملاحقات، والاعتقالات؟ هل كانوا يتصورون أنهم يمهدون الطريق لقبضة أمنية مشتاقة للعودة لما كانت عليه قبل الثورة؟ هل تصوروا رجوع زوار الفجر والليل في زيارات لاقتحام البيوت والقبض على من في قائمة المطلوبين الذين صدقوا أنهم يعيشون في (حالة) ديمقراطية تسمح لهم بالتعبير عن رأيهم أو اعتراضهم دون أن يمسهم أحد؟ هل تصوروا بعد ثورتهم البديعة أن يُصادر الرأي بغلق القنوات والقبض على الإعلاميين دون تهم؟ بل هل تصور ثوار يناير أن يُخطف رئيس مصر المنتخب ويحتجز دون أن يجرؤ أي إعلامي، أو حقوقي على أن يطلب مقابلته أو حتى يعرف مكان احتجازه، أو يطمئن على حالته الصحية؟! بل هل تصور الثوار أن ترى عيونهم كل هذا الدم بمجازر الساجدين أمام الحرس الجمهوري، ورمسيس، ومجزرة المنصورة التي أريقت فيها دماء أطفال ونساء؟ هل ما تقدم كان حلم الشباب؟ وأمل الشباب؟!! مضطرة أن أنقل المشهد للساحة الكبيرة وجمعها وقد وقف الفريق السيسي يقول للشباب "لازم يكون عندكو أمل وثقة كبيرة في بكره، وبكره تشوفوا مصر" وشفنا مصر سيادة الفريق مع الشباب الذين تخاطبهم مستنهضاً فيهم الأمل، شفنا مصر وهي تغرق في مجازر الدم وظلام لحظات الغدر المرة التي أطلق فيها الأخ الرصاص على أخيه! شفنا مصر والخوف، والموت المجاني يركض في طرقاتها غير مفرق بين رجل وامرأة، بين عجوز وطفل، شفنا مصر وخيار الفوضى أصبح هو فيها المعتمد، شفنا مصر والبلطجية يقتلون ويستترون لجبروت من استأجرهم ويحميهم! شفنا مصر يا سيادة الفريق وحالها لا يسر لا عدوا ولا حبيبا، شفناها وسفينتها التي كان كل أملنا أن ترسو في مرفأ أمان يمسح عنها عمراً من الخوف والقهر وهي تغرق في مستنقع إظلامه الدامس لا يشي بأمل في أي نور! الصورة تراجيديا ولا في خيال الخيال، وغصباً يسأل المذهولون لماذا يقف الغرب صامتاً أمام مجازر، وفوضى، وبلطجة، واعتصامات ملايين البشر، بل وخطف الرئيس الشرعي؟ سؤال كهذا أمامه جواب مؤكد يقول إن مصر تدفع الآن ثمن نهج رئيس منتخب قرر تحرير إرادتها من التبعية أي تبعية، والغرب حائر بين تشبثه بديمقراطية (الكلام فقط) التي يوصي بها دون الفعل، وبين مصالحه الإقليمية التي تعتمد الآن وسيلة الحرب الشاملة بوسائل جديدة أبدعها فكره الجهنمي، إذ لا قتال لجيوش ولا احتلال لأرض وإنما دفع شيطاني للاقتتال الجماعي بين المصريين والمصريين يدعم ذلك فتن طائفية لا ينتهي عراكها لتغرق مصر في الفوضى المنشودة التي أسمتها القبيحة (رايز) الفوضى الخلاقة والتي يهندس لها إعلام متواطئ، وبلطجية مأجورون، ونواب لمبارك يعملون بهمة لحرق مصر واستعادة زمن الخراب من جديد بكل مكتسباته التي طارت منهم على يد رئيس نظيف وعد بتطهير مصر من الفساد، بل وبدأ في فتح الملفات المسكوت عنها! هذا فوق جبهة يقودها الخواجة (البرادعي) لإغراق مصر وتنفيذ أجندة مطلوبة منه وقد اجتهد في تنفيذها يعاونه الورقة المحروقة (عمرو موسى) وصباحي المشتاق جداً جداً للكرسي! الغضب العارم آت كالطوفان لن يوقفه شيء، ولن يمنعه شيء، وفي أتون ثورة تملأ الشوارع بلهيب صدور موجوعة يهتف الغضب (ارحل يا سيسي مرسي هو رئيسي) فهل يرحل السيسي تلافياً لمأزق الوقوع بكارثة تجر مصر إلى هاوية الهاوية أم يعود الرئيس الشرعي المخطوف ليكون أمر آخر؟ الأيام القادمة الحارة وحدها تملك الجواب! • طبقات فوق الهمس • سؤال.. لماذا لا يسجل الغرب موقفاً مناسباً لحجم التهاب الشارع المصري وغضبه الهادر؟ جواب.. كيف يسجل موقفاً وهو صانع الموقف، ومؤيده، وراسم خريطة الإغراق؟ • أخيراً وعلى استحياء وبعد ضغط الشارع تطلب الولايات المتحدة معلومات عن الرئيس المخطوف وفريقه!! لسه بدري يا أمم!! • شكراً لأردوغان الذي رفض الحديث مع الخواجة البرادعي الذي يريد إعادة سيناريو العراق في الغالية مصر. • في وقت أغلقت قنوات الرأي القومية والخاصة أذنها وعينها عن تغطية غضب الشارع المصري وانتفاضة المطالبة برئيسه الشرعي يجب أن نقدم تحية للجزيرة لمتابعتها الآنية لكل الأحداث وتغطيتها الكاشفة لكل أشكال العنف مع شعب أرادها سلمية. • تحية للنساء الرائعات اللائي يتصدرن مشاهد المظاهرات ويتلقين هدايا (رصاص الموت). • من كلام الرئيس المخطوف "كانت ثورة امتلاك الإرادة، والحرية، اوعو الثورة تتسرق منكم بأي حجة والحجج كثيرة، الحفاظ على الشرعية ثمنه حياتي، واعلموا أن الأمور تجري بالمقادير والله غالب على أمره، هذا أملنا، وهذا يقيني فيه". • اللهم وِّلي على مصر من يخافك، اللهم احفظ مصر من شر ما يكون قبل أن يكون.