29 أكتوبر 2025

تسجيل

الرحلة القطرية إلى الديار المغربية (13)

22 يوليو 2013

وفي طريقنا إلى جامع القرويين بمدينة فاس القديمة كنا نشاهد المارة منهم من يعلو الأحصنة ومنهم من يعلو البغال والحمير وهم يحملون عليها أثقالهم وهو منظر يندر رؤيته في هذه الأيام وجامع القرويين هذا يعتبر جامع مدينة فاس المغربية الأكبر، بني عام 245 هـ/859م، وقامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد وكان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه، فقد أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى، وقد سمي الجامع بالقرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية الأصلية. ولا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين مثل عبد الرحمن الناصر وغيره ، تعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي. وقد قام المرابطون بإجراء إضافات على الجامع فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة. وحين دخلنا المسجد كانوا يؤدون صلاة العصر وقد دخلنا معهم الصلاة وبعد قضاء الصلاة أخذنا جولة داخله حيث لفت نظرنا أنه لا يوجد به منبر وحين سألنا عن ذلك قيل لنا إن المنبر يكون داخل الحائط ثم يتم إخراجه عند وقت الخطبة فقط ولعل ذلك للمحافظة عليه ولإتاحة مكان في الصفوف الأول وحتى لا يقطعها وذلك مطلب شرعي والله أعلم..