13 سبتمبر 2025
تسجيل**الفنان الحقيقي هو من يبدع وقت الأزمات لجمع الشمل وعدم ضرب الثقافة أو الهوية العربية**ليت كل فنان يدعو للوحدة بعيدا عن تنفيذ الأجندات السياسية لتمزيق الشعوب الفنان القطري القدير غانم السليطي كان وما زال فنانا كبيرا ومبدعا، له مكانته وحضوره المعهود في مجال الدراما سواء كانت المسرحية أو التلفزيونية، وقد عودنا عبر مسيرته الطويلة أن ينتقد واقع الحال الذي نعيشه، سواء كان ذلك محليا أو عربيا أو دوليا، وما يعتري مجتمعاتنا من خلل ومصائب ابتلينا بها عبر النكبات والهزائم التي حلت في مجمعاتنا العربية بسبب سوء اتخاذ القرار السياسي العربي، وهو ما زاد الطين بلة، خاصة في أحداث أزمة الخليج التي نعيش فصولها الآن بمرارة ويتجرعها الفنان غانم السليطي بمشاهد درامية إبداعية تقوم على تقديم الحصار الظالم على قطر بصورة فنية راقية كعادته الغيورة على قطر من ناحية ووحدة الخليج من ناحية أخرى ..ويطرح من خلال هذا العمل الدرامي العديد من التساؤلات المشروعة، ومنها :أين دور مجلس التعاون ؟ولماذا يحدث كل هذا الشيء ؟ومن هو رأس الحية الذي يقف وراء هذه المهازل ؟وما الذي عملته قطر حتى تتجرع هذه الكأس .وإلى متى ستستمر الأزمة بين قطر ودول الخليج .وما دخل مصر في المقاطعة .وغيرها من التساؤلات التي عبرت عن هذه الكارثة السياسية بين حكام المنطقة وانعكست آثارها على الشعوب التي لا دخل لها في مثل هذه النزاعات !! .وأرى أن الفنان غانم هو مواطن ينتمي إلى مجلس التعاون الخليجي، وتهمه الوحدة الخليجية التي صورت لنا الحدث في قالب تمثيلي يعكس مدى الإحساس بالأسى الذي بداخله، وما فعله أعداء قطر لتمزيق وحدتها السياسية والاجتماعية مع شقيقاتها من دول المجلس، ومن هنا فإنه يتساءل :ما الفائدة من إطلاق مجلس التعاون سنة 1981 م واستمراره حتى هذه اللحظة، رغم تأخره كثيرا عن إنجاز ما يطلب منه حتى الآن ؟ !! . لقد عبرت المشاهد التمثيلية للفنان غانم عن الإحساس بما يعانيه المواطن الخليجي في هذا الحصار الظالم التي نسق ودبر بليل بين بعض المتآمرين على قطر، خاصة أن بعض دول المقاطعة قامت بتجريم أي فرد يتعاطف مع قطر أو يؤيدها أو يكتب أي تغريدة لصالحها، وإن من يفعل هذا الشيء فسيكون قد ارتكب جريمة شنعاء في حق بلده، شاء من شاء و أبى من أبى !! .والشيء المؤسف في الأزمة الحالية أن دول المقاطعة ترفض التراجع رغم أنها منضمة لمنظومة مجلس التعاون، ولكن الحرص على الوحدة لم يعد من توجهاتها في الظروف الحالية وهي كارثة حلت بدولنا دون سابق إنذار !! .هذا إذا علمنا أن قطر قد قالت وكررت مرارا أنها لا ترضى الوصاية وهو ما يعد انتهاكا لسيادتها وتعديا على قرارها السياسي الحكيم .وعلى الضفة الأخرى نجد الممثل السعودي " ناصر القصبي " يقوم ببث سموم التفرقة بين أهل الخليج وزرع الحقد الأسود بهدف تفتيت الجسد الخليجي المتوحد في الحصار على قطر والمتضامن معها بنسبة 100 %، وهو الأمر المستهجن من قبل الكثير من أهل الخليج الذين تابعوه بالأمس في تقديم أزمة الخليج من خلال الإساءة إلى قطر بشكل وقح ودنيء، وتشبه وقاحته هنا عندما مثل دور المرأة في فترات ماضية وحينها استهجن موقفه الكثير من العلماء وأبناء الشعب السعودي الشقيق حيث لم يعد يشاهده ولا يتابع مسلسلاته الرخيصة والماجنة والقريبة إلى الابتذال، لأنها أصبحت اليوم تزج بالسياسة لتحقيق مكاسب مادية فقط بعيدا عن تحقيق الرسالة الأمينة لفن الدراما التلفزيونية التي شوهت رسالتها في طغيان المادة والأهواء الشخصية والتطبيل السياسي على حساب شرف المهنة !؟! .** وفي الختام نتمنى من كل الفنانين بدول الخليج أن يتبنوا فكرة غانم السليطي فيما يقدمه من عمل وطني صادق، يدعو إلى الوحدة، وينبذ الخلافات السياسية بين دولنا، وإلا سنتمزق فرادى " ليأكل بعضنا بعضا " إن لم نتدارك الموقف ومن ثم لن يكون لنا أي كيان يجمعنا فيما بيننا تحت مظلة واحدة .** كلمة أخيرة كان وما زال الفنان المبدع غانم السليطي مهموما بشأن الوحدة الخليجية ونبذ أي خلافات لا تمت إلى شعوبنا بصلة، فالوحدة هي أساس بقائنا على وجه الكرة الأرضية . فالفن – كما يقال - رسالة، وشتان ما بين الممثلين " غانم والقصبي " فهناك فرق بين الفن الراقي ... والفن الهابط ؟؟! .. وهذا المرجو حفاظا على الهوية العربية !! .