19 سبتمبر 2025

تسجيل

موقف رسول الإسلام من الكتاب المقدّس

22 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أخبر القرآن الكريم بوضوح إنّه عندما أُنزِل الكتاب الكريم على محمّد (صلّى الله عليه وسلّم)، حوالي سنة 600 ميلاديّة، كان أتباع الإنجيل ما زالوا يمتلكون الرسالة التي أنزلها الله على عيسى بن مريم (عليه السلام) ،وما يؤكد وجود التوراة والإنجيل واستخدامهما في زمن النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وسلَّم)،الحديث الذي جاء في صحيح البخاري : "فانطلقت به (أي النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم،خديجة (زوجته) حتّى أتت ورقة … ابن عمّ خديجة … وكان امرءًا تنصَّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب".وروى أبو هُرَيرَة:" اعتاد أهل الكتاب قراءة التوراة بالعبريّة وشرح ذلك للمسلمين في اللغة العربيّة"، ثمَّ قال رسول الله:"لا تصدِّقوا أهل الكتاب، ولا تكفِّروهم، لكنّ قولوا نحن نؤمن بالله وبكلِّ ما قد أُعلِنَ…"، "وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم" الآية ، كما في صحيح البخاري .وحاور رسول الله عليه الصلاة والسلام أهل الكتاب في بعض عقائدهم ،كما روى عبد الله بن عمر: ..أتى نفرٌ من اليهود فدعوا رسول الله (صلّى الله عليه وسلَّم) إلى القف … فقالوا: يا أبا القاسم إنَّ رجلاً منّا زنى بامرأة فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول الله وسادة فجلس عليها ثمَّ قال: "ائتوني بالتوراة"، فأُتي بها فنزع الوسادة من تحته، ووضع التوراة عليها ثمّ قال:"آمنتُ بكَ وبمن أنزلك"،من كتاب سنن أبي داود.وكما جاء في تفسير ابن كثير أنّ زعماء نصارى نجران جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فحاورهم وحاوروه في رسالته ، وفيما هم عليه من الدين ، فلم يقتنعوا أنه رسول الله ، وأنه مكتوب عندهم في كتبهم ، ومطلوب منهم أن يؤمنوا به، وعندها طلب منهم المباهلة أي أنْ يدعو كلٌّ على نفسه وأهله إنْ كان كاذباً ، ولكنهم لما عرفوا عزمه على ذلك لم يقبلوا المباهلة وخشوا مغبتها، وكان قد دعاهم بأمر من الله لحل وسط مناسب ، أن يعبدوا الله وحده دون أن يُشركوا في عبادته أحداً يتخذونه إلهاً كما في الآية الأولى .هذه الأحاديث المسلَّم بصحَّتها تخبرنا عن موقف محمَّد (صلّى الله عليه وسلَّم) من الكتاب المقدَّس (التوراة والانجيل) الذي كان موجودًا في زمانه. فالإنجيل كان موجودًا وكان متاحًا عند بداية نزول القرآن الكريم على رسول الله،ووكان اليهود يقرأون التوراة باللغة العبريّة لجماعة المسلمين الأوائل ،ولم يشكِّك الرسول (صلّى الله عليه وسلَّم) في نصوصهم، لكنّه كان غير مبالٍ (لم يؤكِّد ولم ينفِ) بتفسيرهم لنصوصه باللغة العربيّة،وأنَّ محمَّد (صلّى الله عليه وسلَّم) استخدم التوراة كما كانت موجودة في عصره للتحكيم في القرارات.وقال تعالى في (سورة آل عمران –الايات 64 الى 68): "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ، ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، فإنْ تولوا ، فقولوا : اشهدوا بأنّا مسلمون ، يا أهل الكتاب لٍمَ تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ، أفلا تعقلون، ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم ، فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ،ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً ، وما كان من المشركين ، إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي الأمي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين" ...يتبع.