20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حوّل شياطين الإنس شهر رمضان الكريم عن مساره الذي أراده الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين ليتقرّبوا إليه ،...إلى موسم لإنتاج المسلسلات الدرامية اللاهية والمليئة بمشاهد تخدش الحياء، وبإيحاءات الرذيلة، دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل، استجابة لهواجس الكفر وضعف الإيمان لدى من يقف وراء هذا التوجه من الكتّاب والمنتجين والمخرجين والممثلّين وغيرهم من الطواقم الفنية والإدارية التي تعمل في هذه المسلسلات ، وتحضّر لها قبل حلول الشهر الفضيل بأشهر طويلة . الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم القرآن الكريم: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) (البقرة:185)، بينما لسان حال صنّاع المسلسلات التلفازية يردد: شهر رمضان الذي نعرض فيه المسلسلات لنحقق الأرباح والمكاسب. يجب على الذين يشغلون الناس بالتمثيليات والمسلسلات والمسابقات أن يتّقوا الله، ويتركوا هذه الأعمال السيّئة لأنهم مسؤولون أمام الله عن أعمالهم وعمّن فتنوهم وصدّوهم عن طاعة الله ، يقول الله تعالى في سورة (الإسراء:36): (إنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، وقال تعالى في (سورة ق:18): (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) وقد يكون من يملك الفضائيات ومحطات التلفزة الأرضية ممن ينتسبون للإسلام، أو حكومات دول تنتسب إلى الإسلام، ولن يعفيهم ذلك من الأوزار التي يقترفونها بما يبث عبر قنواتهم من مسلسلات وبرامج هابطة، والتنافس بمئات المسابقات الحافلة بالجوائز المغرية لإلهاء الصائمين، واستنزاف أرصدة هواتفهم وأوقاتهم، فهم مساءلون عن ذلك إلى يوم الدين.جعل الله شهر رمضان موسماً للخيرات وفعل الطاعات فيجب استقباله بالبشر والفرح بفضل الله ورحمته، والاستعداد له بالتوبة والعزم على اغتنامه في العمل الصالح، وهذا شأن المسلم في استقبال شهر رمضان، وأما المنافق فيعتبره شهرا للسهر بالليل والنوم بالنهار، وملء البطون بالمآكل والمشارب، وللترفيه ومتابعة المسلسلات الهابطة ذات المضامين والمشاهد التي تركّز على العنف والجريمة والمخدرات والرذيلة والفساد، والتجاوز السافر في استخدام مفردات وإيحاءات تخدش الحياء، وارتداء أزياء فاضحة . فكيف يمكن لصنّاع تلك المسلسلات البذيئة، أن يختاروا شهر الصوم بهذه الصورة المستفزة؟،...لعلّه ضعف الإيمان لدى هذه الفئة من الناس، وينضم إليهم من يماثلهم لمشاهدة عشرات المسلسلات اليومية، ومعظمها يدعو لمعاني الرذيلة، وللقبائح الخلقية والاجتماعية، أو أفكار منافية للأخلاق، وإلهاء المسلمين وتحاول صرفهم عن مقصود شهر الصيام. إن مناشدة هؤلاء أن يتّقوا الله فيما يعملون وفيما يقدّمون أمر ضروري، لأن النصيحة واجبة على كل مسلم واع لأمور دينه، ومسؤولية ورسالة لكل علماء الدين، ولكل المسؤولين في الحكومات العربية ذات العلاقة، لأن كل مؤمن يعلم أنه سيقف بين يدي الله ويُسأل عما قدّمه، إن كان خيرا فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة، وإن كان شرّا فعليه وزره، ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.ولنتذكر أن الصائم مأمور بحفظ لسانه وجوارحه عن جميع المخالفات، والمنكر والمعاصي، وإننا إذا استشعرنا هذه المسؤولية فسنعلم أن دورنا مهم ومؤثر، فلو قاطعنا هذا العبث والفسق وهذا الباطل الواضح، فإن سوق هذه المسلسلات وتسويقها سيتوقف، فنحن الذين نسهم في ترويجها وزيادتها وانتشارها على هذا النحو المؤسف.