18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اختار الله سبحانه وتعالى فلسطين مكانا يلجأ إليها أنبياؤه كإبراهيم ولوط وموسى عليهم السلام أجمعين وغيرهم الكثير، هربا من بطش الحكام الكفرة والمستبدين الذين عارضوا رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء من الله تعالى وحاربوها بكل الوسائل ، فهو سبحانه وتعالى خصّها بصفة البركة والدار الآمنة ، وفي هذا يقول القرآن الكريم (سورة الأنبياء):"ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"، وفي (سورة الأعراف) قوله تعالى: "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها"، وقوله تعالى (سورة المائدة) :" يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ"، وهو خطاب سيدنا موسى عليه السلام إلى قومه ليدخلوا إلى أرض فلسطين المباركة التي فَرض الله عليهم دخولها في حينه، وقد ارتبط هذا الفرض بوعد أن يتم دخولهم بسهولة ويسر، وليس بالقتال والحروب وتشريد أهلها وإن كانوا من عبدة الأوثان، فمهمة موسى النبي وقومه نشر ديانة التوحيد بين الفلسطينيين بالحسنى: " ادخلوا عليهم الباب، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ...". ونريد هنا أن نلقي الضوء على بعض دلالات عبارة " الأرض المقدّسة والمباركة"، التي ترددت في أكثر من آية من سور القرآن الحكيم. والدنس ، والطُهر والأرض المقدسة، هي الأرض المطهّرة ، ويُفهم من هذا أنّ لفلسطين مهمة مباركة، تتعلق بمسيرة البشرية كلها: " الأرض التي باركنا فيها للعالمين "، فهي الأرض التي لا يتجذّر فيها باطل، ولا يدوم فيها شر، لأنها الأرض المطهرة من ذلك كله، وقد يُعّبر عن هذا المعنى ما ورد من أنّها لا يُعمّر فيها ظالم. فالمقدّسة والمقدّس ... والقُدُسُ أو القُدْس في اللغة: هو الطاهر من الرجس. والتاريخ المكتوب أكبر دليل على أن فلسطين، كانت وما تزال، الأرض التي حسم فيها عرب آسيا وإفريقيا المسلمين، معاركهم وحروبهم مع الغزاة والطامعين، حيث تذكر الوقائع التاريخية أن في فلسطين وعلى أرضها كانت نهاية سلطة الامبراطورية الرومانية الشرقية في معركة اليرموك، وكذلك نهاية بطش الغزاة المغول في معارك عين جالوت، ونهاية واندحار الحروب الصليبية في معارك حطين، وبداية النهاية لأطماع القائد الفرنسي نابليون بونابرت ، وغيرهم الكثير . أمّا اليوم، فإنّ وجود إسرائيل ويهودها الصهاينة، يكاد يُنسينا حقيقة وجوهر هذه الأرض، بل قد يظن البعض أنّ عجلة التاريخ ستتوقف عند هذه اللحظة، وأنّ كينونة فلسطين المتميّزة في كونها مُطهّرة ستزول، وما أدركوا أنّ وجود إسرائيل على الصّورة التي وجدت فيها، وبلوغ الصلف والتطاول الصهيوني أبعاداً غير مسبوقة، ما يذكرنا بما آل إليه قوم نبي الله موسى عليه السلام إثر غضب الله تعالى عليهم وعقابهم بالتيه في الصحاري أربعين عاما، فعمر الشرّ في الأرض المقدسة قصير إذا ما قورن بما سواها من أراضٍ وبلاد، وقد يفسر هذا اضطراب المنطقة المستمر عبر العصور والتي تشكل فلسطين محورها، فقدسيتها تأبى عليها أن تتقبل على ظهرها قتل حياة الإنسان... وإلى الغد بمشيئة الله.