11 سبتمبر 2025
تسجيل* سيكون جميلاً لو أخذنا من عمرنا الراكض دوماً في كل اتجاه هنيهات قصارًا، نتأمل فيها ما أهملنا تأمله، على سبيل المثال كلما رأيت اثنين يأكلان، أو يجتمعان على مائدة، استوقفني المنظر، وقفزت لخاطري حكاية العيش والملح، وسؤال تُرى من سيصون، ومن سيخون؟ الدارج في معتقداتنا أننا إذا أكلنا (عيش وملح) مع أي أحد صار لهذه المشاركة حقوقا لا تكون لغيرها من شراكات، ويحدث أن تمر على من وضع طعامه ليأكل فإذا مررت عليه صدفه ناداك وأقسم عليك أن تنضم إليه، وإذا ترددت علا صوته (بسم الله عشان يبقى عيش وملح) يعني حتى نوثق وداً بيننا، إذا أكلت معه قطعت على نفسك عهدا برعاية حق العيش والملح، وبذلك يكون اقتسام اللقمة معاهدة عشرة لا تعرف الغدر، ولا التقلب، ولا الشر، أو أي سوء يحاك بالصدر! باختصار (عيش وملح) يعني صفاء روح جمع اثنين، نفس المنظر يدفعني لتأمل زوابع، وعواصف، ونكوص لبعض البشر بعدما شبعوا مع بعض (عيش وملح، ومحشي، وسمك، وملوخية، ومقلوبة، ومعدولة) فأجد أن الوعد تبدد، والمعاهدة.. (ذهبت مع الريح، والألفة (بعد الشر) أي ألفة؟ مرت عليّ نماذج كثيرة لبشر ما كانا ليفترقا إلا عند النوم ثم تبخرت أنهار المودة لتعاني القلوب المحبة عطشا خرافيا ببغي طرف على طرف!! اليوم ونحن نجمع على موائدنا الأحباب، والأصدقاء، والأصهار، والرفقاء تجمعنا لمة رمضان على الإفطار، نجلس متجاورين، نسعد بقرب بعض هل نجد وقتا ونحن ننتظر صوت المؤذن لنقول (بسملة) للتفكير بحق العيش والملح، وكراماته، وأدبياته، هل سنحفظ بعضنا ولا يأتي عام قادم وقد تصرمت اللمة، وانكمشت الحلقة، وتلاشى الصخب المحبب؟ هل لدينا وقت لنفكر بأن اللقمة التي سنتقاسمها ستكون رباط محبة لأعوام عديدة يبذل كل منا للآخر وفاءه، ومحبته، وعونه، أم أن (اللمة) تيك أواي وتنفض؟ أسأل لكثرة ما رأيت من وداد مهدور، وانفصام لمشاعر كثيرة نبيلة كانت بين بشر الكوكب وغشيها السواد فضاعت.أقدر الآن، وأفهم أكثر ما ورد في الأثر (لا يأكل طعامك إلا تقي) فالنقي وحده بستان عطر يجمع النبل كله، فهو الحافظ للود، الراعي للعهد، رمضان كريم.. وكل عام وأنتم للود أقرب وعافانا الله وعافاكم من أن نكون من الذين ضيعوا حق (العيش والملح).* * * * ** سيكون جميلاً في وقت انقسم فيه الناس فريقين في تحيز أعمى غير مسبوق لو كان مبدؤنا في التعامل مع خلق الله ممن تربطنا به زمالة، أو شراكة، أو صداقة، أو قرابة أو حتى جيرة إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تمدحه فلا تقدحه، وإن اختلفتما في مبدأ، أو رأي، أو قضية فلا تصمم إما أن يكون معك، مماثلا لقناعتك، معتنقا نفس رأيك، وإما تجتهد بتقليب الناس عليه، متجاهلاً كل صفاته الطيبة التي كانت تطربك، إذ إنصاف من اختلفنا معه من النبل وحسن الخلق.* سيكون جميلاً في هذه الأيام الطيبة لو اعتنقنا الانحياز للحق، وتحاشينا المواقف التي يمكن أن نسمع بعدها (يا خاين العيش والملح) فذلك سُبة لا تمر على الروح دون جروح.* سيكون جميلاً لو صدقنا الشاعر الذي قال:يا شاكيا هم الحياة وضيقهاأبشر فربك قد أبان المنهجامن يتق الرحمن جل جلالهيجعل لك من كل ضيق مخرجا* * * طبقات فوق الهمس* يقول اللهم بلغنا رمضان اشتقنا لقراءة القرآن!! لماذا اشتقت؟ من منعك أن تقرأ؟ المصحف من سنة وهو على رف مكتبتك الديكور غطاه الغبار، ويشكو الهجران!!* يقول كلما جاء ذكر "الغاليين"، سأحفر بئراً ثوابا للوالدة، سأبني مسجداً وأهبه صدقة جارية لروح والدي، سأكفل يتيمين ونية الأجر لأمي وأبي!! الأمنيات جميلة، لكن متى تبدأ؟ لا تؤجل ياعزيزي أمل اليوم إلى الغد فقد تشرق الشمس ولا نحضر غروبها!!* كتب تعليقا على العيش والملح في حسابه بالبلدي (مش كل اللي أكلت معاه عيش وملح تقول صاحبي، فيه ناس أكلت عشان كانت جعانه، خلص الكلام)!!* يا عمنا الشيخ رفقاً بمتابعيك، وكفى ترهيبا، فمثلما أن الله شديد العقاب، فهو أيضا الغفور الرحيم.* أمس خرج الإمام عن صبره مرتين وهو ينبه الأخوات المصليات بضرورة إغلاق الموبيلات ولا حياة لمن تنادي، لي ملاحظة أقدمها للسادة في الأوقاف، معروف أننا عندما ندعى لعرس تجمع مشرفة القاعة كل الموبيلات ولا تسمح بدخولها لعدم التصوير، طيب ألا يمكن أن تقوم مشرفة المسجد بنفس التصرف منعاً للأنغام العجيبة التي تربك الإمام وتعكر هدوء المصلين؟* إذا رأيت مريضاً بعد تناوله جرعة كيماوي، ستخجل كثيراً من نفسك وأنت تتذكر أن صديقك سألك صباحاً كيف حالك؟ فكانت إجابتك.. يعني!! بكامل صحتك وعافيتك ويعني؟ اللهم ارزقنا حمدك في كل حال، وعلى أي حال.* احذر الذين يحبونك بلا حدود، والذين يسامحونك بلاحدود، والذين يبذلون وفاءهم لك بلا حدود، فإن أولئك إن رحلوا لا يرجعون أبداً!* إذا أفطر راعي البيت بأي عين سينهر ابنه المفطر؟؟* الثقة تماماً كالدمعة إن سقطت لا يمكن أن تعود!* من أجل رمضان صوم، صدقة، تراويح، دروس، مسلسلات تعبانة، برامج هابطة، رقص، وعري وهجص، واستقصاد لتخريب سكينة رمضان من قبل الذين لايخافون الوقوف بين يدي الله.. نعم الإعلام المدمر لكم بالمرصاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.* شكراً للحملة المكثفة على اللحوم المغشوشة، والمطاعم المخالفة، والتنزيلات المضروبة، وكل ما لا يصلح للاستهلاك الآدمي، شكرا جزيلا لكل من يكشف فساداً واستغلالاً للمواطن والمقيم.* قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).. ادعوا يا جماعة.