17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا شك أن ما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط ليس سوى إعادة تشكيلها من حيث توزيع مناطق النفوذ ومن حيث ترسيم الحدود بحيث تكون الحصيلة منطقة ضعيفة وتابعة لا تشكل أي خطر على مصالح الدول الكبرى .لكن هذه اللعبة الخطرة جدا جدا والتي يظن الغرب أنه سينجح فيها ستتسبب في حصول العكس تماما ، فالعبث في النسيج العرقي والمذهبي والطائفي لن يوصل لنتيجة يتوقعها الغرب مهما تعاونت دولة هنا وطائفة هناك فمنطقة الشرق الأوسط ستظل كما كانت دوما عصية على مغامرات المخططين الإستراتيجيين في الغرب .هناك عدم فهم غربي لطبيعة تركيبة الدول في منطقة الشرق الأوسط مصدره فكرة واهية مفادها أن نظم الحكم منعزلة من حيث البنية عن الشعوب ، وهذا خطأ كبير ففيما عدا الدولة السورية هناك ارتباط عضوي بين نظم الحكم العربية وشعوبها فالمشروعية تاريخية ، ورغم كل ما يقال عن ديكتاتورية بعض هذه النظم إلا أنها أتت من القالب المكون لهذه الدول.وهنا لا نبرر الظلم والشدة لدى بعض هذه النظم لكننا نعيد تأكيد حقيقة أنها ليست نظم حكم مستوردة أو مخالفة للنسيج العرقي والمذهبي الذي تشكلت منه دول المنطقة طوال قرون . الغرب تستهويه أكذوبة " الفوضى الخلاقة " ليس لأنها ستؤدي إلى شيء معين أو هدف محدد إنما لأنه لا يريد لهذه المنطقة أن تخرج من هيمنته ولو حولها للفوضى .العالم كما يظن منظرو السياسات الإستراتيجية في مراكز صنع القرار في مؤسسات التفكير الغربية لا يتحمل تشكل شرق أوسط قوي من حيث الاقتصاد والتنمية ، فذلك يعني حتما مزيدا من الهدم لمبدأ سيادة الغرب على العالم والذي بدأت ملامحه منذ معاهدة تقسيم النفوذ في وستفاليا 1648 ، ورسخ بتدرج مع المد الإستعماري بمراحله المتعددة . العدو الحقيقي الذي يجب أن تتركز الجهود لمقاومته ليس نظم حكم يمكن عقلنتها بالتوافق والصبر ، بل العدو الحقيقي هو الوحش الكاسر النهم الذي يطلقه الغرب للسيطرة على مقدرات وثروات شعوب المنطقة والذي يجب التصدي له أولا بحد أدنى من التوافق بين الشعوب ونظم الحكم .