19 سبتمبر 2025
تسجيلطرحتُ ذات مرة سؤالاً على عدد من الأصدقاء وقلت: ماذا لو كان إبليس قد أطاع الأمر الإلهي كما فعلت الملائكة الكرام، وسجد لآدم ولم يتمرد؟ هل كان ليطرده الله من الملأ الأعلى ويطرده أيضاً من رحمته أيضاً؟ هل كان يمكن أن يكون إبليس رمزاً للخير كما الملائكة، يدفع نحو الخير ويقف ضد الشر؟ ولو افترضنا أنه سيرسله الله إلى الأرض مع آدم لأي سبب من الأسباب، آدم مع ذريته في عالم ظاهر بيّن، وذاك مع ذريته في عالم خفي مستتر، فإن المحتمل أن ذرية إبليس كانت لتقتدي به في الخير والصلاح وعمارة الأرض بصورة ما، وستنشغل في عالمها بعيداً عن الغواية والوسوسة المحرضة على الشر بأنواعه مع ذرية آدم.لو نتعمق بعض الشيء ونفترض أن إبليس سجد لآدم عليه السلام، فهل كانت علاقات البشر مع الجن ستكون طبيعية ودية مثلاً، لا وسوسة ولا غواية ولا دفع نحو الشر؟ المنطق يدفعك لقول نعم، وستكون طبيعية مثل علاقات الإنسان مع بقية عوالم وأحياء أخرى، كالنبات والحيوان وغيرهما.لكن ماذا عن الشر؟ من سيلعب دور الشرير في هذه الحياة؟ بل السؤال الأكبر والمهم في هذا السياق: هل الشر أساساً يحتاج إلى وجود شيطان؟ هل لهذا الصراع الذي نشأ بعد رفض إبليس فكرة السجود، دوره في اتخاذ الكثيرين من بني البشر مبرراً لأفعال غير سوية، لاعتقاد أو ظن أو وهم، بأن ما حدث لم يكن ليحدث لولا غواية الشيطان أو أشياء من هذا القبيل من التفكير والظنون؟.إن التساؤلات والاستفهامات كثيرة في هذا الموضوع، وقد تؤدي إلى موضوعات كثيرة أيضاً ومن شأنها أن تثري النقاشات، بل ربما نخرج منها بحصيلة طيبة من المفاهيم والحقائق، التي ربما ساعدتنا نحن بني البشر في انتهاج خط أو أسلوب حياتي ما، لكي نسير في حياةٍ واضحة، لا كثير تشويش يعلوها، بل نفهم طبيعتها بشكل أفضل، ونستوعب علاقات مكوناتها، أكثر فأكثر.ورمضان فرصة لمثل هذه التأملات لمن أراد أن يتفاكر أو يتأمل بعض الوقت.