30 أكتوبر 2025

تسجيل

أخلاقك تحفظ قلبك ..

22 يونيو 2014

مواقف حياتية كثيرة ربما تتذكر الكثير منها حين سيطرت عليك أجواء الانفعال ، وبسبب تلك الجواء والمشاعر وجدت عقلك وقد غاب عن المشهد ، وبدلاً عنه وجدت وشعرت بسيطرة النفس الشريرة على الموقف والتي عادة تكون بالغة ، وهي من توجه دفة الأحداث حينها ، وبسبب تلك السيطرة الشريرة غير الواعية ، تجد السجون مليئة بالموقوفين أياماً أو أسابيع وبعضهم إلى أشهر وسنوات. الغضب والعصبية أو القسوة والشدة في التعامل مع الأحداث الحياتية اليومية، من شأنها بكل تأكيد أن تتسبب في كثير من المشكلات الصحية قبل المادية الأخرى كما يقول الأطباء ، وأشد أجهزة جسمك تأثراً هو القلب، حين يتم ترجمة تلك الشدة والضغط على القلب على شكل أزمة قلبية أو ذبحة صدرية أو جلطة دموية، أو سمها ما شئت، فكلها نفس المعنى وتؤدي إلى نفس النتيجة ، وهذا ما يدعونا الى فورية وديمومة التناصح فيما بيننا ، فلا نجعل من الغضب أو تغييب العقل وطمس القلب لأتفه الأمور، منهجاً أو طريقة حياة في التعامل مع مفردات هذه الحياة، بل عليك العكس من ذلك.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ها هنا ، يقول : كيف ؟ الإجابة بكل سهولة ويسر كامنة في خُلُق التسامح والتجاوز عن الأخطاء والهفوات.. فهو خُلق رفيع وطيب راق ، يدفع بالقلب إلى العمل بكفاءة ومن شأنه إبعاد هذا القلب المنهوك في كثير من المهام الحياتية ، عن مواطن الخلل والعلل التي تتكاثر يومياً في زمننا هذا.. قد يعتقد البعض أن التسامح قد يفهمه البعض أنه تنازل عن حق أو مخافة أمور عظيمة وتبعات لا يتحملها البعض ، فيلجأ إلى التسامح مكرهاً غير راغب ؟ لكن ليس هو التسامح الذي ندعو إليه ، وإنما ذاك النوع الذي نريده أن يكون منهج حياة أو طريقة حياة ، وليس رد فعل لواقعة عابرة .. إذ حين تتسامح مع المخطئ مثلاً أو من يرتكب حماقة أمامك أو معك، فأنت لا تتنازل عن حقك، بل تتعالى وتترفع عن السقوط في الحماقة أو الخطأ الذي يحدث. إنك حين تترفع عن التعاطي مع تلك الأمور الصغيرة بنفس عالية راقية ، فإنما بالتالي تقوم بالتنفيس عما يحدث بداخلك من مشاعر غيظ تجاه الذي يقع أمامك أو معك، وهو تنفيس راق شامخ ، وهو على الرغم أنه ليس سهلاً على أي أحد ولكنه ليس مستحيلاً في الوقت ذاته ، ولنا في هذا الأمر قدوتنا دوماً وأبداً ، الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .. فماذا أنت صانع ؟