14 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كان اللعب في المونديال حلما يراود الجميع في العالم.. فما بالك إذا شرفت بتنظيم كأس العالم نفسه وتلعب فيه دون خوض التصفيات.. وكعرب تقدمنا أكثر من مرة لتنظيم المونديال وفشلنا.. ثم تقدمنا من خلال دولة قطر وفزنا بهذا الشرف لأول مرة في تاريخنا.. هذا الشرف الذي أدخل الفرحة في قلوبنا جميعا لأنه عوض فشل مصر والمغرب من قبل. وعندما فازت البرازيل بشرف تنظيم مونديال 2014 فرحنا كعرب.. لأن إقامة كأس العالم في بلد سحرة الكرة وأكثر من فازوا بلقبها سيكون لها مذاق خاص!! لكن أن يتظاهر الملايين من الشعب البرازيلي الذي يأكل ويشرب ويتنفس كرة قدم ضد إقامة المونديال.. فهو أمر عجيب حقا!! لقد تعرضت القيادة السياسية والرياضية والكروية في البرازيل لأشد المواقف حرجا أمام العالم والفيفا وهم يفاجأون بالآلاف يتظاهرون أمام الإستادات التي تقام عليها مباريات بطولة كأس القارات احتجاجا على ارتفاع الأسعار.. ولم يعبأوا بصورة البرازيل أمام العالم.. فالشعب البرازيلي الذي ينعم بنتائج التقدم الاقتصادي حاليا يخشى من زيادة النفقات على المونديال البرازيلي 2014 والتي وصلت إلى أكثر من 13 مليار دولار حتى الآن والتي قد تتضاعف بسب التحضير لأولمبياد 2016 ريودي جانيرو الذي يقام لأول مرة في قارة أمريكا الجنوبية.. فهم يخشون شبح العودة إلى مرحلة المعاناة خلال فترة الحكم العسكري وحتى الأعوام الأولى من القرن الحالي والتي ذاقوا فيها الفقر والحرمان والكبت!! البرازيليون لا يريدون العودة إلى الوراء.. فهم يتمسكون بالمنجزات الاقتصادية والمكاسب الاجتماعية التي حصلت عليها ملايين الأسر الفقيرة في عهد الرئيس السابق لولا دي سيلفا الذي نقل البرازيل نقلة كبيرة لتصبح تاسع أكبر قوة اقتصادية في العالم وارتفاع الناتج المحلي لها لأكثر من ألفي مليار دولار "2 تريليون دولار". والطريف والمفاجئ أن معظم نجوم المنتخب البرازيلي الذين يتألقون في بطولة القارات يتعاطفون بل ويؤيدون المظاهرات وفي مقدمتهم النجم الصاعد بسرعة الصاروخ نيمار. قد تعاني البرازيل من تزايد النفقات على المونديال والأولمبياد في الوقت الراهن.. ولكن المؤكد أن البرازيل ستكسب في النهاية ستكسب رياضيا واقتصاديا.. ستكسب رياضيا ليس بالفوز بالبطولة والميداليات فقط.. ولكن بالبنية الرياضية الجديدة والعملاقة التي ستسهم في نهضة رياضية أكبر للأجيال الحالية والقادمة.. كما أن الاقتصاد البرازيلي سيستفيد من أرباح كأس العالم والأولمبياد ولكن ليس الآن ولكن عند إقامة البطولة والتي ستجلب ملايين السياح والمشجعين فضلا عن حصة البرازيل من أرباح البث التلفزيوني والإعلاني.. فالوضع الحالي في بطولة القارات لا يقاس أو يقارن بالمونديال.. فالمونديال شيء آخر.