01 نوفمبر 2025

تسجيل

الذين من قبلكم 

22 مايو 2018

ذكر المفسرون في قوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) وقالوا: لمؤانسة المؤمنين والتلطف بهم ذكَّرهم بمن قبلهم، وكأنه يقول لهم: فأنتم أيها المؤمنون تسلكون طريقاً مطروقاً وسبيلاً مسلوكاً سلكته الأمم كلها من قبلكم، ولستم تسلكون طريقاً موحشاً أنتم فيه وحدكم، فانظروا خلفكم تجدوا كل الأمم وراءكم، أو أمامكم، لا مشكلة، إنها المؤانسة والملاطفة مرة أخرى.  والقرآن مليء بقصص الأمم الماضية وما فيها من أحداث وعبر بأحسن أسلوب وألطف عبارة، ابتداءً بقصّة آدم عليه السلام، ومروراً بقصص أولي العزم من الرسل وما تخلّل ذلك من مواقف تربويّةٍ ومواعظ جليلة، وعاقبة الذين آمنوا بهم في الدنيا والآخرة، والعقاب الإلهيّ الذي حلّ بالمعرِضين عن قبول دعوتهم والإيمان بها.  والسنّة مليئةٌ بهذا البيان، وكما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من متابعة الأمم السابقة ودعا إلى التمسك بالإسلام، قصَّ أيضا من سير الصالحين.   فحكى انطباق صخرة على ثلاثة نفر فتوسل أحدهم ببره بوالديه والثاني بمساعدته لابنة عمه وتعففه عن الحرام والثالث بإعطائه الحق للأجير كاملا فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.   وروى عن رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم أراد التوبة فأفتاه راهب ليست لك توبة، فقتله فكمل به مائة فأفتاه عالم فقال: ومن يحول بينك وبينها (اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة، قرية كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء).  وذكر قصة الثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى أعطاهم الله ما أرادوا وبعث إليهم مَلَكًا ليبتليهم ولم يثبُت إلا الأعمى.  وذكر قصة المرأة البغي التي سقت كلبا، وقصة الرجل الذي كانت الملائكة تسيَّر السحاب وتقول "اسق حديقة فلان" باسمه؛ لما يفعله في الخراج من جعل ثلثه في المساكين، والسائلين، وابن السبيل، وثلث لأكله وعياله وثلث يرده في حديقته.  كل ذلك لنعلم أن طريق الاستقامة طويل وفيه رسل وأنبياء وصالحون سبقونا إليه.