03 أكتوبر 2025

تسجيل

الاقتصاد وأثره في المجتمع

22 مايو 2013

لقد كان المسكر والدجيج والحضرة والنيزة. هي الأدوات الاقتصادية . والشوعي والربان والسيب والغيص هي أدوات اقتصاد اللؤلؤ. والقماش والدانة وأنواع اللؤلؤ هي المتداولة. مقارنه باليوم الآي باد وبلاك بري وفيس بوك وتويتر وسكيب. والإنترنت أو الشبكة المعلوماتية. من غير التدقيق لا تعي إلى أي مدى اختلف الاقتصاد فاختلفت مصادر الرزق واختلفت معها اللغة والمفردات. واختلف استخدام اللغة والعلاقات الاجتماعية وهياكل العمل ونوعية العلاقات. معتمدة على الدولة ومداخيل الدولة. وعلى الميزانية ورؤية الدولة وتوجهات الدولة. وأصبحت الدولة هي من يضع الأطر التنظيمية للمجتمع وهي من يحدد طبيعة العمل وشروطه. كل هذا لأن الاقتصاد أحل الدولة محل أصحاب العمل التقليديين وللذي تعود عليهم المجتمع وكان يحدد علاقاته وطبيعته. هذا هو الاقتصاد هو المهيمن ليس على الأفراد والشعوب بل على الدول كما نرى اليوم من مدى حاجة الغرب للحصول على المشاريع . وأنشأ الاقتصاد الحديث ثقافة جديدة. إلى أي مدى يحور الاقتصاد الوعي الجمعي. إلى أي مدى التغير الاقتصادي يحمل في جعبته تغيرات وتبدلات وتحولات لا نعلم مداها. ولكن وعندما ينظر الفرد والمجتمع إلى عمق التغيرات. التي صاحبت التحولات في الاقتصاد. لا يمكن التنبؤ بها أو الاستعداد لتبعاتها. خاصة إذا لم نكن واعين على أثرها على لغتنا وثقافتنا. اليوم الحديث عن الدولار والأزمات المالية. كانت أهم وحدة اقتصادية هي الدكان والسوق. وكان العمل في المراكب والصيد. لا أعلم كنه الحديث في المجالس وما هي همومهم. وتطلعاتهم ما أعرفه أن العلاقات هي الأهم والإنسان هو الأهم. العلاقات الاجتماعية والترابط والخلافات عادة ما تكون بين الأفراد ليتدخل الكبار ويحلوا تلك الخلافات. الحيوانات كانت جزءا من المجتمع تعيش بين الناس وتعامل بكل مودة وكأنها جزء من العائلة. اليوم ليس هناك حيوان قريب على الأفراد. بل كانت الطيور والأرانب وغيرها قريب على الإنسان. اليوم الطفل يجفل من رؤية الحيوانات وكأنها مخلوقات غريبة. النشاطات تجمع الناس في ألعاب اجتماعية مثل القلينة والماطوع والخشيشة والقيس وغيرها. تلك الحقبة اختفت بقدرة الاقتصاد. فأصبحت الدولة هي ربة العمل ومن خلال تنظيمات ووحدات وأجهزة ودوائر ووزارات. أصبحت كلمة موظف ومساعد مدير ومدير ورئيس قسم. وهكذا تغيرت الكلمات لتصبح نهاية الخدمة والمعاش التقاعدي وهكذا. عندما تنظر حواليك ترى أن البيئة تغيرت كليا. ولكن حس الاستمرارية لا يزال موجود عند كل واحد فينا وكأن لا شيء حدث. كل شيء مازال على وضعه. لا لم يعد كل شيء على وضعه. بل تغير مع تغير الاقتصاد ودواته. كلماتنا تغيرت سلوكياتنا تغيرت توقعاتنا تغيرت. كل ما حولنا تغير ولكن لا نشعر. قد يكون هذا آلية حب للبقاء. والمحافظة على الذات. ولكن لسنا مثل آبائنا ولا مثل أجدادنا. لا لغة ولا سلوك وحتى في إدارة الوقت. فهم كانوا يجتمعون كل يوم ويجلسون للحديث. أما اليوم ليس هناك وقت للأحاديث بل العمل ثم العمل. لا بد من تنظيم الوقت واستغلاله بالشكل الأفضل. ولا بد أن تظم مصاريفك وطرق شرائك فالجانب الاقتصادي ملح اليوم أكثر من أي وقت مضى. وماركات الملابس والأجهزة والإلكترونيات والهواتف والتلفزيونات. والسيارات وهكذا هذه الضغوط لم تكن موجودة. بل الأداء وطريقة التقييم. للحصول على الترقية والساعات الإضافية. الكلمات التي افتتحت هذا الحديث بها لم تعد متداولة كما كانت. وقد حلت محلها كلمات هي الأصلح للاقتصاد ومصادر الرزق. ليس الكلمات والسلوكيات بل المهارات. فالغيص والسيب وتصليح السفن والحبال وكل الصناعات والمهارات تبدلت وتغيرت. اليوم الشهادات الجامعية والشهادات العليا هي المطلوب. فالتعليم أصبح من أهم العوامل المحددة لمستقبل الإنسان.