11 سبتمبر 2025

تسجيل

مركز تدريب الطلبة

22 مايو 2006

الأسبوع الماضي تناولت موضوع الشباب والصيف، وتزامن ذلك مع إعلانات نشرتها القوات المسلحة القطرية عن فتح باب التسجيل للطلبة الناجحين من الصف الاول الثانوي للتسجيل بمركز تدريب الطلبة في البرنامج الصيفي. هذه المبادرة التي لفتت انتباهي هذا العام تستحق التوقف عندها، والتنويه بشأنها، كونها تتعامل مع الثروة الحقيقية لوطننا، وتسعى الى خلق أجيال يعتمد عليهم في بناء الوطن. هناك جهد جبار يبذل في مركز تدريب الطلبة، أقل ما يمكن قوله في حق هذا المركز انه يعيد صياغة الشاب وفق منظومة متكاملة أخلاقيا وتربويا وتعليميا وثقافيا، فضلا بالتأكيد عن الجانب الجسماني، وهو ما نحن بحاجة ماسة إليه، فالعسكرية ليست فقط تدريباً على القوة فحسب، وان كانت هذه بالطبع مطلوبة، وركناً أساسياً في هذا المجال، إلا أن الجوانب الاخرى اساسية كذلك، بهدف تكوين شخصية متكاملة للشاب، وهو ما ينتهجه مركز تدريب الطلبة. ما يميز هذا المركز انه يشكل شبكة متكاملة لبناء الشاب، فهو ليس بمنفصل عن المنزل او الاسرة او وزارة التربية والتعليم، فعلى سبيل المثال هذا المركز لا يقبل إلا الطلبة الناجحين في الصفوف المحددة، وفي ذلك رسالة مهمة أنه لا يستقبل إلا المتفوقين علمياً، فمنتسبوه عناصر فاعلة علميا، فهو ليس مكاناً للخاملين أو المتقاعسين أو الكسالى. كذلك هناك عنصر مهم من عناصر بناء شخصية الشاب او الطالب، يتمثل ذلك بالقدوة الحسنة، فالتعليم من خلال هذا الجانب يشكل ركيزة اساسية، خاصة لهذه الفئة العمرية، التي عادة ما تنظر لمعلميها او مدربيها نظرة المراقب لكل خطوة او كلمة او سلوك، فتتقمص ذلك، ومن خلال حديث الطلبة المنتسبين لهذا المركز يمكن معرفة الاخلاق الرفيعة التي يتمتع بها القائمون على المركز، ادارة ومشرفين ومدربين ومحاضرين، فتعلق المنتسبين بالمركز دليل على ان القائمين عليه يسعون جاهدين لأن يكونوا قدوة حسنة، ويؤكد مدى الاخلاص والتضحية التي يقومون بها من اجل تقديم كل ما لديهم لهذه الشريحة المنتسبة الى المركز، ولا نزكي على الله أحداً. هناك قضية أخرى مهمة، ان ارتباط المركز بالطلبة ليس مقصورا فقط على فترة الصيف، وهي الفترة التي عادة مايكونون فيها فعليا بالمركز، انما خلال فترة العام الدراسي هناك متابعة علمية للطالب يوما بيوم من خلال مدرسته، فهناك كشوف شهرية توضح مدى التزام الطالب بالدوام اليومي، واذا ما غاب فإن ذلك ينعكس على المكافأة التي تصرف له بنهاية كل شهر، حيث يخصم منها، وفي هذا ايضا دفع للطالب للحرص على الدوام المدرسي، وتحفيز له على عدم الغياب، وهو ما يساعد في تطويره علمياً. لم اتطرق الى قضية استثمار اوقات الشباب والطلبة في فترة الصيف، كون هذه القضية باعتقادي معروفة، وربما الحديث فيها قد يكون مكررا، إلا أن الالتحاق بالمركز من المؤكد أنه يعود بالفائدة على الطالب، من خلال استثمار وقت الفراغ بما هو مفيد، خاصة اذا ما عرفنا المقررات التي تعطى لهم، والتي تتناول مختلف اوجه الحياة العلمية والعملية، بما فيها احترام القيادة، واحترام من هو اكبر منه سنا ورتبة، حتى بين الطلبة انفسهم، حيث يتم اسناد القيادة لافراد منهم لتعويدهم على القيادة. هناك عناصر كثيرة حقيقة هي محل اعجاب وتقدير وتثمين لهذا المركز النوعي، ولكن أتعرفون من هو صاحب فكرة إنشاء هذا المركز، ومن يقف داعما ومساندا ومشجعا للطلاب فيه، انه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين، وهو أمر ليس بالجديد على سموه، فقد عهدناه دائما يسجل مواقف عظيمة في أحداث كثيرة.