14 سبتمبر 2025

تسجيل

صيام وقيام واحتراز وكمّام

22 أبريل 2021

يختلف شهر رمضان لهذا العام اختلافا كليا عن بقية الاعوام السابقة، فشهر الصيام له قدسيته وروحانيته، بما عهدناه فيه من حياة مليئة بالايمان عبر المداومة على الصلوات في المساجد، وتلاوة كتاب الله واحياء صلاة التراويح، والاعتكاف بمشاعر مليئة بذكر الله، والتقرب اليه في كافة الاوقات ودون انقطاع. ولعل: انتشار وباء كورونا (كوفيد - 19) وتزايد عدد الاصابات وعدد الوفيات، وقلة العوامل الاحترازية في نفس الوقت، كلها عوامل عدة ساهمت في اختلاف التعامل مع الشهر الفضيل، مقارنة مع ما كان يحدث قبل سنوات. ولكن: هذا هو قدر الله على عباده، ومن الواجب علينا جميعا ان نتقبل ما فرض علينا من جوانب احترازية وقيود تنصب في نهاية المطاف لصالح المجتمع، للوقاية من اية مضاعفات صحية - لا قدر الله - قد لا تعود علينا بالفائدة المرجوة بسبب الجائحة. الأمر الآخر: ان اغلب البيوت والمجالس القطرية اصبحت مغلقة في الشهر الفضيل، تماشيا مع التعليمات الحكومية الوقائية، بجانب ان فترة الانتظار بين الاذان والاقامة داخل المساجد اصبحت لعدة دقائق، بعد ان كانت في السابق تصل الى (20) دقيقة. ثم جاء قرار الغاء صلاة التراويح داخل المساجد وتأديتها في البيوت، خوفا من زيادة انتشار الوباء بشكل متوقع، وهذا الشيء قلل من الجو الروحاني لشهر رمضان الذي كان سائدا في فترة سابقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. كما أصبح الجميع: اكثر ارتداء للكمامات بشكل يومي، ودون انقطاع في الشهر الكريم، لزيادة العامل الوقائي والاحترازي من الوباء، حيث اصبح الناس يصلون وهم يرتدونه في المساجد بشكل يقيدهم اكثر، حفاظا على صحتهم وصحة ابنائهم، الامر الذي جعل الكثير يقوم بأداء بعض الصلوات في البيوت بدلا من المساجد، بسبب قلة الوقت المخصص بين الأذان والاقامة، ومنه بشكل خاص صلاة المغرب، حيث تؤدى الصلاة في المنازل بعد الانتهاء من تناول الافطار مباشرة نظرا لضيق الوقت. كلمة أخيرة: طقوس الشهر المبارك لهذا العام استثنائية، نتمنى ألا تستمر قيودها للسنة المقبلة، وان تزول الغمة عنا وعن كافة بلاد المسلمين، انه سميع مجيب.. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تجعلنا من القانطين. [email protected]