12 سبتمبر 2025
تسجيلفي قصة خيالية يحكى أن أحد الملوك تأخرت زوجته في انجاب ولي العهد، فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة، وشاء الله أن يجري شفاء الملكة على أيديهم، فحملت الملكة بولي العهد، وطار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير، وعندما وضعت الملكة وليدها، كانت دهشة الجميع كبيرة، فقد كان المولود بأذن واحدة!. انزعج الملك لهذا، وخشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم، فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر. فقام أحد المستشارين وقال له: الأمر بسيط أيها الملك، اقطع أذن كل المواليد الجدد، وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير، أُعجب الملك بالفكرة، وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما ولد مولود قطعوا له أُذناً، وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة. وحدث أن شاباً حضر إلى المملكة، وكان له أذنان كعادة البشر، فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة، وجعلوه محط سخرية، وكانوا لا ينادونه إلا ذا الأذنين، حتى ضاق بهم ذرعاً وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم!. طبعا هذه القصة خيالية، ولكنها واقعية المضمون، فيمكن لمجتمع كامل أن يكون معاقاً لأنهم تابعون ويقلدون بعضهم البعض دون تفكير أو حتى بدون وعي وتساؤل، فلماذا اقلد الاخرين؟ ولماذا لا أشق طريقي بنفسي وأتخذ طريقاً مغايرا، وهنا تكمن أولى خطوات التغير والتنوير بالتوقف عن التقليد الأعمى والبحث عن الابتكار والتجديد. وألا تخف من الإفصاح عن وجهة نظرك المغايرة تماماً والمنطقية، ولا تتنازل من أجل إرضائهم ومجاملتهم أو حتى خوفاً من تهجم وسخرية، فكل الأفكار الجديدة كانت خيالية ومجنونة نوعا ما، وأخيرا عليك بقول الحق ولو ضرك واترك الكذب ولو سرك وأعجبك. خاطرة،،، معظم الناس هم ناس آخرون بهوياتهم وأفكارهم، فحياتهم تقليد، وعواطفهم اقتباس. [email protected]