12 سبتمبر 2025
تسجيلنعم كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم .. ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الشعبية أو يدعي أن لعبة أخرى يمكن أن تسحب البساط منها. هذه الشعبية الطاغية لكرة القدم بلاشك تجذب الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع وتجبره على تخصيص مساحات كبيرة لتغطية أنشطتها .. مبارياتها وأخبار نجومها .. وكثيرا وغالبا يكون الاهتمام بكرة القدم على حساب اللعبات الأخرى التي يقولون عنها "اللعبات الشهيدة" .. وبطولات محلية ودولية في بعض هذه اللعبات قد تقام مبارياتها وتنتهي دون أن يشعر بها أحد!! البعض حاول أن يكسر طغيان كرة القدم على الصفحات الرياضية ويكسر قاعدة استئثار اللعبة الشعبية الأولى بمانشيتات الصحف والبرامج الرياضية في التليفزيون والإذاعة والقنوات الفضائية.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل الذريع بحجة رغبة القارئ والمشاهد والمستمع.. والمفروض أن وسائل الإعلام هي التي تتحكم في القارئ والمشاهد والمستمع وترتقي بأذواقهم وتشجعهم على متابعة اللعبات الأخرى ومساندتها. للأسف أن هذا الطغيان الكاسح لكرة القدم على اللعبات الأخرى يضر بالرياضة العربية عموما ويهضم حق بعض اللعبات التي حققت إنجازات عالمية وشرفت العرب في الدورات الأوليمبية وبطولات العالم مثل ألعاب القوى والسباحة والسلاح والمصارعة. هذا لا يمنع أن بعض وسائل الإعلام من صحف وقنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية تعمل على عمل هذا التوازن.. وتعطي اللعبات الأخرى حقها في التغطية الإعلامية.. والصحف الخليجية والقطرية على وجه الخصوص بالفعل تعطي اللعبات الأخرى حقها وأكثر .. وقد يرجع ذلك إلى المساحات الكبيرة التي تخصص للرياضة والتي تصل عدد الصفحات من 16 إلى 24 صفحة .. وهو بلاشك يسهم في الارتقاء بهذه اللعبات ويمنح لاعبيها وإدارييها وحكامها للتألق والعطاء. ومن البلدان القليلة التي تتوفر فيها عدالة التغطية الإعلامية قطر التي تحظى فيها كل اللعبات بهذا النصيب العادل من التغطية الإعلامية .. وما شاهدته في قطر من اهتمام إعلامي كبير بكل اللعبات والحرص على توفير العدالة في التغطية الإعلامية أرى أنه نموذج يجب أن تحتذي به باقي الدول بما فيها الدول العريقة إعلاميا .. حتى تكتسب كل اللعبات الشهرة والإقبال الجماهيري. وما حدث في مباراة نهائي كأس الأمير في كرة السلة بين الريان والسد والحضور الجماهيري الكبير والتغطية الإعلامية التي واكبت هذا المهرجان وغيره من الأنشطة الأخرى غير كرة القدم دليل على ما أقول. إننا في عالمنا العربي لابد أن نغير من نظرتنا إلى الرياضة وألا يقتصر اهتمامنا على كرة القدم فقط ..وأن نركز على باقي اللعبات.. وأرى أنه لن تتغير نظرة المجتمع والجماهير للرياضة إلا من خلال الإعلام الذي تقع عليه المسؤولية الأكبر.. حتى تصبح لدينا رياضة حقيقية وحتى لا نبقى شعوبا كروية لا تعرف سوى كرة القدم التي أصبحت تعاني من التعصب والعنف والفساد ..الأمر الذي يجعلها خطرا على المجتمع!!.