19 سبتمبر 2025
تسجيلإحصائية مخيفة تلك التي كشف عنها مؤخراً المجلس الأعلى للصحة وتفيد بأن 70 % من القطريين يعانون من زيادة الوزن، طبقاً لمسح أجري على 2496 مواطناً ومواطنة تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً. وتكمن خطورة زيادة الوزن، التي تشكل مرضاً يحتاج إلى علاج، حسب تقارير طبية متنوعة في أنها سبب مباشر للعديد من الأمراض، ومنها زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة ببعض الأورام كسرطان الثدي، والقولون، إلى جانب تأثيراتها النفسية على الشخص وأهمها الاكتئاب والانعزال. كما أن زيادة الوزن قد تؤدي إلى الوفاة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل زيادة الوزن السبب الثاني للوفاة. وزيادة وزن جسم الإنسان على المعدل الطبيعي هي معادلة بسيطة سببها تراكم الدهون الناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وعدم التوازن هذا له العديد من الأسباب، ولكن تأتي قلة الحركة وممارساتنا لعادات غذائية سيئة في مقدمتها. الإشكالية الكبرى إننا منذ الصغر لا نتبع أسلوب حياة صحية، وبالتالي فإن زيادة السمنة في قطر شيء طبيعي، وكانت دراسة أجرتها مؤسسة حمد الطبية ومنظمة الصحة العالمية أظهرت أن نسبة 70 % من الأطفال القطريين يتبعون أساليب حياة غير صحية. ولأن الوقاية خير من العلاج، فيجب القضاء على ظاهرة انتشار البدانة في قطر المسببة للعديد من الأمراض الأخرى. وهذا يستدعي تبني أسلوب حياة صحي يقوم أساساً على ممارسة الرياضة والحركة والنشاط، وممارسة عادات غذائية جيدة من خلال الانتظام في مواعيد الوجبات، وتناول الطعام بسعرات حرارية مناسبة. ورغم بساطة هذا الحل، فإن تنفيذه ليس سهلاً، خاصة في ظل غياب التنظيم في حياتنا اليومية. وفي رأيي أن الحل يبدأ أساساً منذ الصغر، فالأسرة معنية بتربية أبنائها على اتباع أساليب حياة صحية، ومن المعيب أن 70 % من أطفالنا لا يتبنون الأساليب الصحية في حياتهم. فأين دور الأسرة؟