16 سبتمبر 2025
تسجيلعن أي إنسانية يتحدثون وشعب بأكمله يذبح وتسيل دماؤه في كل ناحية من أرض سورية؟. وبأي إنسانية يدّعون وشعب سورية يُيتم أطفاله وترمّل نساؤه ويكثر جرحاه ويُشرد شعبه؟. وفي أي إنسانية يخوضون ووطن يحرق ويدمر وتقصف بيوته ومدنه وقراه وأريافه وأرضه الخضراء ومرافقه العامة وبنيته التحتية؟!. وأي إنسانية وحقوق ينادون بها وشعب يدافع عن نفسه ووطنه وكرامته وثرواته وحريته ودينه وأرضه وتاريخه وحاضره ومستقبله، ولا أحد يقف معه، إلاّ ما رحم الله؟!. وعن أي إنسانية يخاطبون الأمم أمام المنصات وشعب تهتك أعراضه ويقتل أطفاله بجميع أدوات القتل ودول تدعم هذا القتل المستباح الفاشي الستاليني؟. وعن أي إنسانية وحقوق يتكلمون وحظر جوي لم يُفرض حتى الآن على طائرات الظالم المستبد وهي تسرح وتقتل وتدك وتبيد بدم بارد؟! وهم قادرون على فرض هذا الحظر الجوي بدون إذن أو موافقة من أحد، ثم يقولون إنسان واحترام ورعاية الإنسانية.. فهم بعيدون عن روح هذه الإنسانية. وبأي مبادئ وقيم وأخلاقيات ومواثيق ومعاهدات يتشدقون؟! في أي قرن نعيش، وفي أي زمن نحن، من هذا التناقض والازدواجية العجيبة والواضحة والبيّنة التي يُبصرها الأعمى ويسمعها الأصم ويتكلم بها الأبكم؟!. أما في الموقف الدولي حول كوريا الشمالية فيتحدون ويتفقون ويقفون وقفة واحدة، ولا خلاف بينهم أبداً في التصدي لها والوقوف ضدها بحزم وقوة.. أما عن سورية الدماء.. سورية الجرحى والقتلى.. سورية الدمار.. سورية التشريد.. سورية إهلاك حرثها ونسلها.. سورية الانتهاكات الصارخة لها، وإجرام وفوضى أخلاقية تُرتكب بحق الإنسان السوري الحر الذي يتطلع إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فالخلاف الدولي بشأنها واضح وفاضح.. يا أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان: كفاكم انفصاما وتعددا وتلّونا فقد انكشف الغطاء وبانت الوجوه، فإلى مزابل وقمامة التاريخ، هذا إن كان التاريخ سيقبلكم يا من وقفتم ضد الشعب السوري بأي صورة من الصور وبأي شكل من الأشكال. وفي النهاية سينتصر بإذن الله شعب سورية الأبي على الظلم والظالمين والداعمين والمؤيدين للظالم وأعوانه ولو بكلمة، وعلى أدعياء المقاومة والممانعة ومحاربة الشيطان الأكبر، ستنتصر سورية العروبة.. سورية الإسلام.. سورية الحضارة والتاريخ. وإن ترك الشعب السوري يُدك على أيدي ظالميه ومصاصي دمائه وآكلي ثرواته وخيراته لا يرضاه شرع ولا تقبله مروءة ولا شهامة ولا نخوة عربية ولا فطرة سوية.. ومضة من يرقص فرحاً على جراح سورية وآلام شعبها ودمار أرضها، سيأتي يوم، وهو قريب بإذن الله (ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون).