14 سبتمبر 2025

تسجيل

آسفين يا ريس !

22 أبريل 2013

آسفين يا ريس، آسفين جداً لأننا أخرناك في سجنك عامين، فالمفروض أن تكون طليقاً من زمان، فعلاً آسفين يا ريس ظلمناك (بهدلناك) وحبسناك في (طرة) مع المجرمين، والخارجين على القانون، والفاسدين، والحرامية، والقتلة، آسفين على ثورتنا التي كان مطلبها إنك (تروح في داهية) بإعدامك في ميدان التحرير، آسفين يا ريس لأنك لم تفسد البلاد، ولم تقهر العباد، ولم تسف من المال العام المليارات مع المدام والأولاد، ولم تحول مصر إلى عزبة ملاكي تحت أمر حاشيتك الشريفة، آسفين على حمقنا، وتسرعنا، وظلمنا لك فأنت أبداً لم تفقر مصر، ولا دخل لك بخرابها، وخراب مقدراتها التي أهدت إسرائيل الغاز بملاليم، ولا دخل لك بالسرطان الذي سكن دم المصريين وأطفالهم وقد عز الدواء، ولا دخل لك بخراب ذمم الكبراء الذين اغتصبوا أرض الفقراء وباعوها للأثرياء، ولا علاقة لك بأحداث الأمن المركزي، ولا العبارة التي غرق فيها ألف أكلهم السمك، ولا تعرف شيئاً عن تزوير الانتخابات ثلاثين عاماً، ولا فساد التعليم، ولا الجهل، ولا المرض الضارب في جسد الأمة، ولم تدمر اقتصاد مصر بتجاهل التنمية بمشروعات نوعية، ولم تهمل دول المنبع بحوض النيل، واستغلالك للفواقد المائية في مشروعات تنافس سد (ناصر) العالي يشهد لعقلك الفذ وحرصك على ازدهار أم الدنيا، وأمنها الغذائي شاهد إثبات آخر، آسفين يا ريس لأنك لم تدمر مصر، ولم يكن همك أبداً هبش ملايين الملايين من أفواه الجائعين، ولم تكذب، ولم ترتش، ولم تفسد، ولم تزور، ولم تعذب، ولم تحط من قدر مصر، ولم تحاصر الفلسطينيين مثل عدوهم التاريخي، ولم تكن يوماً كنز إسرائيل الاستراتيجي، ولم يمت في عهدك العظيم (ولا واحد) لأنه لم يجد ثمن الدواء، آسفين يا ريس، آسفين جداً، كنا غافلين، مخطئين، ظالمين، استبان لنا جهلنا بقدرك بعد أن برأتك المحكمة من دم أولادنا المقتولين، صفعنا الحكم بعد أن انتبهنا أن عدالة المحكمة الموقرة كانت طوال حكمك تعيش في المريخ فلا هي سمعت، ولا رأت (وكسة مصر بيك). •طبقات فوق الهمس •كل القضاء نزيه بدليل أن مسلسل (البراءة للجميع) مستمر بينما من لم يسدد شيكاً أو كمبيالة من المعوزين المضطرين من الشعب الكادح كان يحبس، منتهى العدل! •ينسى القضاء الشريف أن (17) قاضياً زوروا الانتخابات لمبارك ومدانون بفعلتهم! •التمويل، والبلطجية، والقضاء الموالي لمبارك أساس عرقلة تعافي مصر من كل أمراضها. •يقول (هيكل): لا يليق وضع رئيس الدولة في زنزانة! ولأستاذنا نقول لماذا استثناء مبارك وأنت أول من يعلم أنه ضيع مصر؟ ثم أين نضعه ليحاكم؟ في عوامة على النيل؟ •في الوقت الذي يسجن فيه مبارك سجناً ترفيهياً، ويخرج علينا (صابغ شعره) ليوزع الابتسامات و(الباي بايات) وكأنه في عز هيلمانه يتم إيداع الثائر عبدالرحمن عز بحمام أحد السجون بجانب بالوعة مليئة بالصراصير، هذه صورة فاضحة وفجة لمجاملة المخلوع! •على قناة الناس طلع علينا (أحمد الجار الله) ليدافع عن (المخلوع) ويهجو الثوار، ولن أقول اتق الله يا رجل، ولكني أسأل الذي أذله بقدرته أن يجمعك به في أقرب وقت، قل: آمين. •في عهده الذي لم يكن أبداً (مباركاً) في عهده الذي أفسد فيه كل شيء على الإطلاق، كثيرون قهرهم العوز، عجزوا عن أن يلمسوا أحلامهم حقيقة، ضاقت عليهم أم الدنيا بما رحبت، تركوا خلفهم أوجاع الفاقة واحتطبوا همهم، مودعين عيون أطفالهم وأحبتهم، آملين في غدٍ يرتق ثوب فقرهم، وما عرفوا أنهم سائرون إلى هجرة ما بعدها عودة، وأن مراكب الأمل التي ركبوها قاصدين البلاد البعيدة ستلقي بهم إلى أعماق محيط ظلمته حالكة ليجودوا بالأنفاس الأخيرة محتضنين صور كل الذين أحبوا وودعوا، تاركين خلفهم حزناً لا تواسيه سلوى، غيرهم من لم يقدر على أن يخاطر بهجرات غير شرعية مودعاً حبيبته الساكنة روحه فهمس بشجن كل حبه لها.. بكل تعلق وجدانه بها: أهاجر واسيبك لمين؟ ولسة صبية ونيلك حزين ومين يبقى مغرم بحب الحياة ومين من حياته يجيبلك حياة ومين رح يرد لتاريخك صباه ومين في طريقك لآخر مداه ومين رح يكبر في وقت الصلاة أهاجر واسيبك لمين؟ •في ظل الابتزاز، والصخب، والكذب، وليّ الحقائق، والبلطجة، والقتل، والإفساد، والتدليس يسأل الموجوعون: نيأس أم نتفاءل؟ نأمل أم نظل نتألم حتى نموت؟ نسلم بالغرق أم نؤمن بأن الطفو ممكن؟ الحيرة فادحة، والوجع طاغ، اللهم داونا بالأمل، واحفظ مصرنا برحمتك.