17 سبتمبر 2025

تسجيل

مأزومو الأمة.. هل ينتبهون إلى وعينا

22 أبريل 2012

مزاجية الكتابة تأتي ولا تأتي. فهي كالمطر تسبقه الريح العاصفة والسحب الثقيلة والرعود فيهطل دونما حساب أما صيباً نافعاً سحاً غدقاً أو سيلاً جارفاً يدمر ويقتل مهلكاً ما يلقاه من الحرث والنسل وأحياناً تمر السحب الثقال دونما قطر أو بلل أبداً فلا أرض ابتلت ولا رياض ارتوت فيكون الجفاف والجدب فتغفر الأرض وتمتلئ النفوس كدراً وقلقاً. فهكذا الكتابة حالة نستلذها ونحتاطها معا رغم ما فيها من الأرق المحكوم بالمزاجية غير المؤطرة بنسق واضح يتباين معها عطاء الكاتب وحتى مستويات طرحه بين حين وأخر فتكون كتاباته أما مجرد شخبطات تحيل بياض الورق إلى كدر أو أن تكون كالريح الباردة النسناسة أو تكشف تلك الكتابات سراً أو تضيف قيمة للمعنى شعراً كان أو نثراً. فلا يضمن حصيل الورق سوى فكر الكاتب وعمق مداركه أو مزاجيته التي لا يمكن ضبطها بمعيار. والأسهل من كل هذا وذاك أن تأتي إلى الكاتب الفكرة جاهزة ناضجة فيكون ممن يملى عليهم ويكون بفكره وقلمه وحسه بل وكل ذاته جسراً لفكر الآخرين لا تنتمي إليه حروفه ولا يعرف لها صلة به وهذا صنف من الكتاب المأجورين المأمورين ممن لا يكتبون بدافع فكر أو مبدأ سوى هم البحث عن سبل المعاش أو عائد يقيم بالدينار والدرهم أو قل بالدولار حسب عملة العصر. عموماً في الموقف المشرف والتاريخي لدولنا الخليجية قيادات وشعوبا تجاه أحداث العنف المستطير في سوريا والذي يرتكبه النظام هناك وهو موقف تمليه الضمائر وميول الفطرة الإنسانية وتتحد حوله مكونات مجتمعاتنا نجد من يجعجع ذماً وقدحاً في مواقفنا بل هناك من كان بالأمس يجاملنا في موقف أو حدث فإذا بأحداث سوريا تكشف عن بواطن مخزية لعدد من الكتاب والإعلاميين وحتى من يمتهنون السياسة ويعبرون عن آرائهم من خلال وسائل الإعلام مكتوبة كانت أو مرئية فيحاولون الاستحواذ على ساحة الرأي بفرض بواطن مخيلاتهم وأكاذيبهم المستمدة بالتلقي المحض من مصادر مأزومة لها حساباتها الخاصة بعيداً عن الفهم والاستنباط بل يوظفون نتاج معرفتهم التي تغيب الواقع وشواهده للنيل من دولنا وتاريخها ومكتسباتها شعوب وقيادات فارضين مسلمات غير منهجية للفهم بل ويتبنون رسم صور ذهنية ملفقه أمام المتلقي لإقصائنا عن واقع الحال العربي ومجرياته مختزلين الأهمية والريادة لهم فقط في نهج أحادي وغريب على آليات الفهم العام. ففي القريب كان اللبناني وئام وهاب عبر عدد من برامج الفضائيات يخلع قبعته المهنية وتاريخه السياسي والصحافي ليتسلق منابر النصح المأجورة لتحليل العقلية الخليجية من منظور فهمه الخاص وما يملى عليه فقط دون عناء البحث والتدقيق في أهمية المجتمعات الخليجية وثقل دورها عربيا وعالميا بل كان السيد وئام كغيره من أمثال أعداء الوئام يشطبون مكون دولنا من حاضر الأمة وتاريخها واصفين أدوارنا وكتاباتنا بأبشع الصور وأقذر مفردات القدح والذم خاصة " السعودية وقطر " في جل قذعهم المكثف. عموما ذلك هو شأن السيد وئام ومن اختط لنفسه أسلوب الاستعماء وحصر ثقافته في ممارسة النعيق المبهم ممن تحفل بهم الفضائيات والصحف ولا نملك ردوداً حيالهم سوى الإشارة إلى أن فهم المتلقي العام في حالة رقي وتمحيص لتظل محاولاتهم في لي المعاني وقلب الحقائق محكومة بالفشل فهناك نسق منطقي تتوافق فيه أدوارنا مع مبادئ الإنسانية عامة فلا تكثف دولنا مهماتها نحو نصرة الشعب السوري أو غيره لمجرد انفعالات لحالة أو مشهد عابر فقط فهي بلورة منطقية لواقع ومستقبل ينتظر المنطقة تختفي فيه الغلبة القسرية على الشعوب كما تختفي معها كذلك محاولات الدس وتغييب العقول وتحويل مجريات الفهم إلى مكامن محددة مليئة بالحسابات الخاصة التي تعرقل مسار الأمة عن أهدافها السؤال " هل ينتبه هؤلاء أننا نعي حقيقة ما يقولون ". [email protected]