09 أكتوبر 2025

تسجيل

العالم بعد كورونا ليس كما قبله

22 مارس 2020

العالم أعيدت هيكلته من جديدة خلال أشهر أزال تلكؤ البشر الذين ترددوا على مدى عقود عن التحول والانتقال إلى مقدرات العصر، لم تكن المؤسسات قادرة على تحقيق العمل عن بعد أو التعليم عن بعد أو التطيبيب عن بعد مع أن الأدوات و الإمكانيات متوفرة، لكن ظل الإنسان حبيس العادة والمؤلوف والروتين والبيوقراطية مع كل ما يتشدق به من تحول وتطور لم يكن قادراً على الانتقال الأسباب نفسية أو اجتماعية أو بسبب العواطف أو بسبب أن النظم تتطلب المراجعة تلو المراجعة، من اجل أن يحدث التغير كان يجب أن يكسر الكثير من المحظورات ولم يكن البشر على استعداد لكن كورونا أجبرهم وخلال ساعات حدث التغير وعلى مستوى العالم وزارات التعليم تدعوا الطلبة للتعليم عن بعد على منصات التعليم الإلكتروني ما هو لافت للاهتمام أن هذا تم خلال وقت قياسي أي أن هذه المنصات كانت متوفرة قبل كورونا وكنا نحتاج كورونا لكي نفعلها و لو لم يأت كورونا لم نملك الجرأة ولا الإرادة لعملها، إذاً ندين لهذه التحولات الجذرية والسريعة لكورونا، نعم لن يعود العالم للماضي وما كان يهابه و يخشاه اصبح يؤلفه و بالاستخدام سيصبح واقعه، وتكون بذلك الإنسانية خطت خطوة لتحقيق الاقتصاد الرقمي و من بعده اقتصاد المعرفة. جاء هذا الغريب السحري متخفياً شبحاً يخيف العالم لإحداث التغير الضروري للإنسانية، نعم استطاع أن يخلق نماذج أعمال ويكسر الصورة الذهنية للعالم عن بعضه البعض فمن كان يدعي الإنسانية أصبح يكشر عن أنياب الأنانية وبذلك انكشف أمام العالم ورأينا التغير في التوقعات و المفاهيم وأصبحت آسيا إنسانية وليست كما كانت الصور الذهنية التقليدية عنها أنها غريبة بل هم بشر هبوا لنجدة الإنسانية عندما تخلت عنهم أمريكا يا له من مشهد ما كان احد يتوقع أن يحدث أمام العالم كم من قصص ورويات وإثباتات كانت تحتاجها الإنسانية لتثبت ما كشف عنه كورونا في أيام، دول أوروبية ترى أن أوروبا تخلت عنها بعد أن كانت ترغمها على شراء المعدات والأجهزة الأوروبية وعدم شراء الأجهزة الآسيوية وعند الحاجة رفضت تلك الدول الأوروبية بيع المعدات الطبية الضرورية للحياة لها واضطرت لشرائها من آسيا خاصة الصين، الأطباء من الصين و الأجهزة من الصين والأدوية من الصين وأمريكا رفضت استقبال أو السفر لأوروبا جاءت النجدة من آسيا والصين بالخصوص هي من تملك اليوم القوة الناعمة العظمى اليوم بلا منازع وعندما فرضت أمريكا على اوروبا عدم شراء معدات من هواوي وحاربت هواوي في كل مكان، هل ستستطيع في المستقبل التأثير على علاقات الصين والعالم، هل خسرت أمريكا الحرب بسبب كرونا وانكشافها أمام أوروبا و حاجة اوروبا لنجدة الصين، أين النظام العالمي القائم على العلاقة بين اوروبا و أمريكا لم يبق منه شئ، عندما يفيق العالم من صدمة كرونا سيكون هناك عالم جديد أعيد هيكلته في ظرف اشهر بفعل كرونوي عجيب لم يكن ممكنا قبل شهور، غير المفاهيم وإحدث نقلة أجيال في وقت قياسي، من الاقتصاد و نماذج الأعمال إلى إعادة تشكيل العالم و تكيف المجتمعات البشرية إلى خلق مجتمع عالمي جديد وعصري يتجاوب ومتطلبات العالم الحقيقي بعد أن كان العالم يدين لنتائج الحرب العالمية الأولى والثانية، عمل سحري خارق في نواحي عجز الإنسان أن يحدثها مع قانعته في الحاجة للتغير، فالتواصل من خلال التليكنفرس إلى الحاجة للعملة الرقمية والتعامل بعيدا عن الأوراق النقدية فهي تحمل العدوى ذلك هو كورونا مغير العالم اكثر من الكسندر العظيم. [email protected]