11 سبتمبر 2025

تسجيل

داهية الظنون

22 مارس 2018

الظن هو فكرة يخترعها العقل هو حدث ما ، فيبني عليها أحداثا ومراحل وحكايات وقصصا ، فكل حزننا يبدأ بالظنون وكل مشاكلنا وأوجاعنا تبدأ بالظنون ، وأحيانا كل بداياتنا الجديدة تبدأ بالظنون الايجابية والتي نصدقها ونؤمن فيها فتصبح مع الأيام واقعا جميلا نعيش فيه، ولكن قليل من يسلك هذا النوع من التفكير في عصرنا هذا .  فهناك ظنون ترفع الآمال وهناك ظنون تخيب الآمال ، وظنون رفعت من شأن أصحابها وظنون أنزلت من مراتب آخرين والعبرة بالعقل والاختيار . لذلك ورد في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه:((يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر ، تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً ، تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )).   وقال رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال أحد السلف :   "وإني لأدعو الله حتى كأنني   أرى بجميل الظن ما الله صانع" وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن . وهناك شعره ما بين اليأس والغرور بالتفكير والظنون ، مثل أن تأتي قوة الظن في من يصلون صلاة الاستسقاء ومنهم من يحمل مظلة ، فهذا أجمل مثال على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى ، وأن المطر قادم لا محاله ، فمن الخذلان الا تظن ابدا بالخير ومن الحماقة ألا تستمر فيه .  خاطرة ،،،  لا تحسن الظن بي فأخذلك ، ولا تسئ الظن بي فتظلمني ، بل اتركني كما أنا بلا ظنون ، كي أكون كما أريد أن أكون .