15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تابعت عدة حلقات "طوعا" لبرنامج (The voice kids)، (صوت صغير حلم كبير)، الذي بثته فضائية (إم بي سي) خلال الشهر المنصرم، وبعدها تناقلته فضائيات عربية أخرى.يُذكر أن البرنامج (the Voice Kids)، ينبثق في الأصل عن نظيره العالمي الذي يجمل الاسم ذاته بالإنجليزية (the Voice)، وتملك حقوق ملكيته الفكرية شركة ((Talpa العالمية، فيما يحتفظ (the Voice Kids) بتوليفته لناحية الهيكلية، والبنية الأساسية، والمراحل المتلاحقة للمنافسات، قامت فضائية (إم بي سي) بشراء الملكية الفكرية من المنتج الأجنبي وصاحب الفكرة..في حديثي عن هذا البرنامج سأتجرد عن النقد الفني لأني لا أجيده، وسأتجنب الإشارة إلى ما قيل إنه النجاحات التي حققها البرنامج، وبالتالي المواهب التي استعرضها على المسرح، والأضواء والإبهار في الموسيقى والأنوار والإخراج والتقديم وغيره، وإنما سأقدم ملاحظات لفتت نظري وأنا أشاهد بعض الحلقات في البرنامج، منها أن تصنيفي ومن استمعت إليهم وأخذت رأيهم فيه صنّف بأنه من برامج اللهو الممتع، ولكنه لا يتماشى مع أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، وعقيدتنا التي تحفظ للطفل والفتى المسلم كرامته، وابتعاده عن كل ما يسيئ إلى فطرته البريئة. المفروض أن هؤلاء الصغار يعيشون سنوات عمرهم بشكل طبيعي وعادي، وأنه لا يتم التلاعب في أفكارهم ودغدغة عواطفهم بالإغراءات مهما كان شكلها.ومن هذه الملاحظات، المفروض أن يكون مكان هؤلاء الفتية الصغار والفتيات في صفوف الدراسة، ليتلقوا العلم والمعارف إلى أن يكبروا ويقرروا بأنفسهم مسار حياتهم ومستقبلهم بعيدا عن تدخل رب الأسرة أو الأم في خياراتهم بعد حصولهم على درجة كافية من العلوم في الهندسة أو الكيمياء والذرة والفيزياء والطب وغير ذلك.الكارثة الكبرى التي تنتظر مثل هؤلاء الصغار أن ينتقلوا بعد ذلك من صفوف الدراسة والتحصيل العلمي، أو من منازل ذويهم إلى أمكنة أخرى فيها ما يكفي من المتاهات والإغراءات مثل العمل في الملاهي الليلية والنوادي وصالات الأفراح والرقص، لأن تلك الناحية كارثة حقيقية سوف تطارد الجيل العربي المقبل المتوقع منه أن يكون حاملا لهموم الأمة وقضاياها الوطنية والقومية.إننا نسمع ونقرأ وأحيانا نشاهد عبر محطات التلفزة والفضائيات عن مشاركة بعض الأطفال والفتية في الحفلات الليلية والتي تمتد إلى منتصف الليل، بمعنى هل من المعقول أن يبقى طفل حتى مطلع الفجر وسط الضجيج والرقص والصخب، ومتى سيفتح الكتب ليدرس، وكيف؟ يجب ألّا يغيب عن البال أن هناك أشخاصًا استغلاليين وبلا أخلاق ولا ضمير، يعملون على التقاط مثل هؤلاء الفتية والفتيات عبر ذويهم بإغراءات المال والشهرة للاستفادة منهم من أجل المكاسب المادية، وهو الأمر الذي لا يمكن لعاقل أن يتقبله على الإطلاق أبدا. حسبي في هذا الزمن الذي نعيشه نحن العرب رجالا ونساء وشبابا وشابات وأطفالا وشيوخا، مكلومين ومحبطين وغاضبين، حيث بين ظهرانينا أطفال يموتون ورجال يقتلون وبيوت تدمر وعائلات تشرّد، فليس هناك فسحة للابتسامة الحقة، وبتنا بحاجة لأن نربي أطفالنا بعيدا عن العبث و اللهو، وأيُعقل أن يكون هناك فتية وفتيات يستعرضون بملابسهم الراقية والجميلة، ويتبارون في الضحك والمرح، وهناك أطفال عرب يموتون بالبراميل المتفجرة وبالرصاص وبالقصف المدفعي؟..وإلى الثلاثاء المقبل.