13 ديسمبر 2025

تسجيل

عوالم غائبة

22 مارس 2014

لسنوات طوال كان الاقتراب من بعض الشخصيات الإسلامية أمراً محظوراً حتى استطاع العلماء الإفتاء بأن ظهور الخلفاء الراشدين أمر لا غبار عليه، وكانت إيران وتركيا سباقة إلى تناول العديد من رموز التاريخ وسيرة الأنبياء وبعض النماذج الإسلامية شبه المقدسة، فطرحت إيران "مريم المقدسة، ومسلسل سيدنا يوسف" وكانت تركيا قد قدمت بعض الأفلام والأعمال الدرامية حول سيرة النموذج الإسلامي، ولكن هناك شخصيات لا يمكن الاقتراب منها حتى وإن كانوا بعيدين عن الإطار الإسلامي، وكانت جرأة الاقتحام عندما طرح في القرصان الروائي القطري شخصية مثيرة للجدل، ولكن هل يرى العمل النور عبر الدراما المرئية، هذا لا يعني أن كل الأعمال التي ترتكن إلى التاريخ وإلى السير نماذج قد تكون صادقة أو الحقيقة تغلفها. ذلك أن الكتاب يهربون إلى الخيال من أجل إطار تشويقي للمتلقي، ومع هذا فإن نبش التاريخ واستحضار سيرة النماذج لا يدل على الإفلاس، وذلك أن العديد من دول العالم تقدم وتجسد نماذجها، من أجل إلقاء الضوء ليس فقط على النموذج الفرد. ولكن على الواقع الاجتماعي، السياسي، الفكري، الاقتصادي، الفني، مثلاً الدراما في سلطنة عمان لم تستحضر في أي إطار بعض النماذج، هناك نماذج عدة لعبت دوراً مؤثراً عبر التاريخ العماني، سواء في الحدود الجغرافية العمانية أو عبر الامتداد التاريخي والجغرافي في زنجبار (إفريقيا) أو مكران (في آسيا) والذي دعاني إلى نبش الذاكرة أن المسرح عبر نشاط مسرحي مكثف قد ترك هناك نماذج عدة، لعبت دوراً مؤثراً في الحرب والسلم، بل إن شخصية نسائية تناولتها الأقلام غائبة عن الحضور ألا وهي الأميرة سالمة بنت سعيد، وهي سيرة سيدة وأميرة عمانية، أصدرت السلطنة منذ سنوات كتاباً عن سيرتها، وهناك بعض الأعمال الأخرى حول سيرة ابنة سلطان عمان وزنجبار في القرن التاسع عشر، وهي واحدة من عدد كبير من الأطفال الذين تربوا في قصر السلطان، حيث كانت المرأة في القصر فسيفساء من جنسيات عدة بين زوجات وسراري. قد يكون هناك محظورات، ولكن لماذا يتم تناول كل شيء عند الآخر ويتم الحجب عندنا، ذلك أن النموذج السوي درس مثله مثل النموذج الشاذ في الدراما.. ولكننا حتى الآن نخشى ونخاف.. ولكن إلى متى؟