11 سبتمبر 2025

تسجيل

جزيلات العطا

22 فبراير 2022

لم يكن اختيارنا لـ "جزيلات العطا" شعاراً لمهرجان قطر للإبل في نسخته الجديدة من باب الصدفة المحضة"، أو أنه مجرد شعار أطلقناه على المنافسات وقضي الأمر، بل يعني ويرمز إلى الكثير عن "سفن البدو"، التي طوى أباؤنا وأجدادنا على ظهرها القفار وأدلجوا الأمصار، ويروي أيضا متلازمة العشق السرمدي بين الإبل وأهل شبه الجزيرة العربية برمتها، فقد احتلت مكانة لا تعدلها منزلة قي نفوسهم، وهو ما تحاول "مفرداته أن تختزله بين معانيها وسطورها في أرض الميدان. فجاء المهرجان ليؤكد لمتابعيه عمق هذه العلاقة التي أبت أن تنفك، رغم ما تشهده المجتمعات الخليجية عامة، ومن بينها القطري خاصة من حداثة وتطور. رافقت نهضتها الشاملة. فقد كانت وما زالت منزلة الإبل لا تدانيها منزلة، تقديرا لما عرفت به من قوة التحمل والصبر، فكانوا يرتحلون على متونها. وهي أولى المطايا التي استعان بها الإنسان الخليجي والعريي منذ القدم، ورافقته طوال مسيرة حياته، فكانت شاهداً على خطواته فوق الرمال الملتهبة، وحاضرة في صراعاته المختلفة وبسبب هذا الارتباط تغني بها الجميع، وأصبحت مضرباً للأمثال الشعبية وغيرها. وهذا ما ورثناه اليوم عنهم. وما زال الكثير منا على العهد. ويسير على نفس الدرب، رغم محاولات البعض العبث بها. فهي تبقى تصرفات فردية ودخيلة على "هل الإبل"، وهي بالطبع منبوذة. لا يقبل بها ديننا الحنيف، ولا عاداتنا وتقاليدنا العريقة. ومخالفة أيضاً لموروثنا الشعبي التليد. ومرفوضة قانوناً وعرفاً. ومن هنا جاءت منافسات "جزيلات العطا" لتكمل هذه القصة، التي يطول لنا الحديث عن تفاصيلها، وعنوانها الأبرز صون رياضتنا التراثية، بدء بحفظ إبلنا من العبث وغرستربيتها في عقول الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقية، فـ "المزاين" كما هو معلوم للجميع رياضة مرتبطة بحياة الصحراء أساساً. ولنصون مطايانا وسلالاتها النادرة، ولنحافظ علي خلقتها وجمالها الطبيعي، الذي نحبه جميعا. وهو رأسمالنا ولسان حالنا وماضينا وحاضرنا!.