13 سبتمبر 2025
تسجيلالأب شمعة البيت، وهو المربي والمعلم، مثله مثل الأم، لا غنى عنه أبدا في ادارة شؤون الحياة، فهو الشخصية العصامية التي تجتهد من أجل الحصول على لقمة العيش للابناء، وهو الذي يسهر الليالي من أجل سلامتهم، سواء كان ذلك في السراء أو الضراء، وهو الذي يسعى لأن يكون أولاده أفضل منه في ظل التحديات التي قد يواجهها في فترة معيشته. وعندما يغادر الأب الى الدار الآخرة تبكي العيون وتذرف الدموع وتتغير الأمزجة، وفاء له وايمانا بدوره الرائع في خلق أسرة جديدة تخوض غمار الحياة بحلوها ومرها بخيرها وشرها دون كلل أو ملل. الأب قلبه وطن، مليء بالطيبة والوفاء، لا يحقد ولا يحسد، ولا يتحدث الا بالخير الذي يتمناه لمن يعيش حوله. والاب كذلك تاج على الرأس، ما يملكه كله لذريته، فهو كما قال الشاعر فيه: هو الأول السبّاق في كلّ حلبة وأنت له دون البريّة ثاني. وقال آخر عن عودة الأب من عمله مثقلا بالتعب والهموم: وكم من أبٍ آيبٍ في المساءْ إلى الدار من سعيه الباكر وقد زَمّ من ناظريه العناءْ وغشّاهما بالدم الخاثر. ويوم السبت الماضي الموافق 20 فبراير 2021 م فقدت قطر أحد رجالاتها المعدودين من أهل الصلاح والطيبة، وهو الوالد الكريم والزاهد عبدالله بن محمد آل الشيخ الكواري، الذي قضى حياته في فعل الخير والمحافظة على قيم مجتمعه، رافعا شعار التدين والزهد والتوجه الى الخالق قبل كل شيء. وعرف عنه – رحمه الله – انه لا يفارق المسجد أبدا مهما كانت حالته الصحية، حتى وقت المرض كان يصر على التواجد فيه حتى وهو على الكرسي أو السرير المتنقل، إذ كان متواجدا حتى أيامه الأخيرة، وهو ما ينم عن حرصه واخلاصه لله في مثل هذه الظروف العصيبة من عمره. عرف عن الوالد الراحل أنه من أكبر المعمرين في قطر وقد وصل او تجاوز سن المائة سنة تقريبا، وهو من الذين عاصروا الكثير من الأحداث التاريخية القديمة في قطر سواء الحربية منها أو الاجتماعية والاقتصادية في شمال قطر على وجه الخصوص، فقد عاش في بلدة سميسمة انتقل بعدها الى الدوحة العاصمة، وجالسته مرارا، حيث كنت أدون منه بعض الأحداث القديمة وما يتعلق بعلم الأنساب والموروث الشعبي، فقد كان بمثابة موسوعة تاريخية لا تعوض بثمن. والفقيد والد كل من: محمد وصالح وسعد والدكتور أحمد وعلي وراشد.. وله بعض البنات أيضا. كلمة أخيرة: نسأل الله للفقيد الرحمة، وأن يجعل مثواه جنات النعيم ويسكنه الفردوس الأعلى، "إنا لله وإنا إليه راجعون"، هم السابقون ونحن اللاحقون. [email protected]