26 أكتوبر 2025

تسجيل

مستغرب ومندهش

22 فبراير 2017

أنا مندهش.. أنا مستغرب.. في صوت واحد قلنا ما بك يابوسعد؟ عسى ما شر.. ضحك.. بل قهقه بوسعد وقال: "صج إنهم مجانين؟".بادرناه بالسؤال. من؟ قال: "ما تعرفون" إنهم المجانين.. بالأمس كنت أشاهد إحدى القنوات الأجنبية.. وشاهدت برنامجاً وثائقياً حول مقتنيات بعض المتاحف.. لمتعلقات بعض الرياضيين القدماء. تصوروا المجانين يشترون الله يعزكم حذاء بيليه بالمبلغ الفلاني. والحذاء الذي سجل به الهدف الأول بمبلغ كذا.. حذاء مقطوع وممزق. لا. ويضعونه في صندوق زجاجي في المتاحف. قس على هذا قفاز سوني ليستون. ومحمد علي كلاي.. وقمصان القاطرة البشرية البولندي.. وآخر عصا في القفز بالزانة لبوبكا.. أما نحن فلله الحمد.. لا نبالي بأي شيء. مرة .. أقول مرة .. شاهدت ميداليات وشهادات التقدير في الزبالة.. لكن المجانين يحتفظون بكل شيء.. كالعادة كان رد بوأحمد جاهزاً: اسمع ياحمد.. الآخر يحتفظ بتاريخ النجوم.. وتاريخ الرياضة. ولذا فإن التنافس على أشده.. نعم.. قد يكون حذاء بوبي مور مثلاً لا قيمة له عندك.. ولا عصا لاعب الجولف تايجر.. ولكن الآخر يحتفظ بكل شيء.. لأن الذي لا ماضي له. له حاضر له.هنا انبرى فهد.. وكان صامتاً.. وقال: من يتذكر الآن أشرف.. صانع أحذية الرياضة، وأعني البوت. في سوق واقف. إن الإيقاع السريع غلف حياتنا بكل شيء.. نحن من ألغى كل شيء من تاريخه.. نعم الانتقال من حي إلى حي.. ومن بيت إلى آخر.. جعلنا لا نحتفظ بأي شيء. الآن من يتذكر مثلاً ألوان قمصان الأندية القديمة.. الأحرار، التحرير، الجمهورية العربية المتحدة، النصر، الكفاح، النجاح، وعشرات الأندية، سواء من الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية، نعم الغرف الحين الألوان مثل نادي قطر، الوحدة، الجسرة، ونعرف ألوان الوكرة والخور.. لكن ما عندنا.. وأقولها بالقطري وبالفصحى ليس لدينا كل ما ارتبط بالماضي، الكؤوس تم الاستيلاء عليها.. والميداليات ضاعت.. من هنا أناشد الأستاذ علي عيسى بوحقب أن يعمل مع فريق قطري من أبناء الوطن على رصد الرياضة في كل المسابقات.. توقف حمد.. وبادره بوسعد.. صدقت يا أخي ولكن أنا كنت مندهشاً.. لأن الآخر يحافظ على كل شيء.. ونحن مع الأسف نهمل كل شيء.. وهذا كان سبب استغرابي.. فهل فهمت!!