20 سبتمبر 2025
تسجيلإنه دون شك جيل الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم. جيل ظهر وكان له دوره بعد توفيق الله، في ترسيخ دعائم هذا الدين العظيم.. جيل بذل الغالي والنفيس في سبيل دعوة الإسلام، ليس للأقارب والجوار، بل للعالمين جميعا، في خطوة لم يقم بها أي جيل سابق ظهر مع أي نبي من أنبياء الله الكرام.لقد كان النبي والرسول يبعثه الله لقومه، ألفاً من البشر كانوا أم أكثر، لكن حدود دعوتهم كانت لمنطقة جغرافية معينة ولأناس محددين، وليس مطلوب منهم أكثر من ذلك، في حين كانت دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين إلى العالمين، إنسهم وجنهم، والجيل الذي استند إليه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ الرسالة، كان بحق على قدر المسؤولية، فاستحقوا بذلك أفضلية البشر والأجيال إلى يوم الدين.حين يضحي أحدهم بأمه وأبيه أو أهله وعشيرته أو ماله وما يملك، أو بنفسه وذلك قمة التضحية، لا لشيء سوى نشر دينه ودعم نبيه، فهذا أمر ليس بالسهل الهين كسهولة الحديث عنه أو الكتابة حوله.جيل الصحابة حين تقرأ عن أبرز رموزه كالخلفاء الراشدين الأربعة وبقية العشرة المبشرين بالجنة، وغيرهم من أسماء عظيمة، من الرجال والنساء، لابد وتشعر أنك أمام أناس ليس بالسهل أن يتكرر أحدهم.. وقد نقول إنه ربما ظروف تلك الفترة ساعدت، ولكن مع ذلك لا يمكن القول بأن الظروف هي فقط العامل الوحيد الذي تسبب في بروزهم وتسجيل أسمائهم في تاريخ لا يُنسى.لقد ظهر كثيرون في تلك الفترة ولكن لا أثر لهم في التاريخ، بل بعضهم ما زال يلعنه هذا التاريخ، وإن أسماء كأبي جهل وأمية وعتبة وغيرهم من مجرمي وعتاة قريش أبرز دليل على ما نذهب إليه.. نفوسهم كانت خبيثة لم ترتق بأصحابها لينضموا إلى مصاف جيل الصحابة، ويفوزون بالدارين.إن أردت يوماً أن ترى نفسك وقيمتك في حياتك وهذه الدنيا، حاول أن تقرأ سيرة الصحابة بتمعن وتأمل وتدبر.. فقد كانوا مثلنا بشراً، لكن لماذا وكيف تميزوا؟ إن توصلت إلى الإجابة، فقد توصلت إلى خير عظيم.