16 سبتمبر 2025

تسجيل

الكذب الحصري في الإعلام المصري

22 فبراير 2015

لم يعد الشعب المصري ولا الشعوب العربية الأخرى تصدق ما يروجه الاعلام المصري في وسائله المختلفة في هذه الايام من اكاذيب واساليب رخيصة لخداع الناس التي غدت تعي حقيقة هذا الاعلام الافاق والذي يمارس شتى اساليب التزوير للتغطية على سياسة النظام الحالي المنهار كليا بسبب التخبط في سياسته الداخلية والخارجية والتي لا تخدم الشعب ولا اوضاعه المعيشية الصعبة التي لا تحتاج منا إلى الافصاح عنها وعن ماسيها لأنها صارت مكشوفة ويعرفها القاصي والداني. والشعب المصري كان وما زال يعي حقيقة اعلامه الكاذب منذ عقود، فهو يعرف من يسيِّر هذا الاعلام؟ ويعرف من الذي يدفع له؟ وكم يدفع له؟ ومن هو المذيع الفاشل الذي يستخدم كواجهة اعلامية لتمرير اكاذيب النظام اعتقادا من الحكومة الانقلابية بأنها سوف تكسب الشعب المصري عن طريق هذه الاساليب الرخيصة والمفضوحة؟!. الشعب المصري لم يعد غبيا، ولا تمرر عليه مثل هذه الاساليب، فهو من الشعوب المثقفة والواعية بامتياز من بين الشعوب العربية جمعاء، وهو كذلك لا يتوجه إلا للفضائيات العربية والاجنبية الناجحة من خارج الحدود المصرية وعلى رأسها قناة الجزيرة التي يتابعها كل افراد الشعب المصري شبابا وشيبا، رجالا ونساء، لأنهم يثقون فيها ولا يثقون في اعلامهم المتهالك والمنهار والفقير في معلوماته ومادته الصحفية الشحيحة التي تعيدنا بالذاكرة إلى اعلام الخمسينيات والستينيات عندما كان لا يبث سوى: " غادر الملك وجاء الملك، ثم غادر الريّس وجاء الريّس".. لا يا سادة اعلامكم اكل عليه الدهر وشرب، وما زال في مؤخرة الاعلام العربي بل ولا يرتقي حتى إلى اعلام الدول النامية، كما انه لم يعد قادرا على مسايرة العصر، فهو اعلام مريض ومعتوه ان صح التعبير، ولن يتطور خطوة للامام ما دام يستخدم نفس اساليب اعلام "ادولف هتلر" الدعائية الفاشلة التي سقطت وانهارت بسقوط دولة هتلر ومن ثم مسحت من الوجود ومن خريطة العالم نهائيا!!.من يطبل في الاعلام المصري اليوم هو نفسه الذي كان يطبل للحقب الماضية، وسيظل ينافق دون تغيير إلى ابد الدهر، لأنه لا يتمتع بالحرية المطلقة ولا بالديمقراطية المنشودة التي يتمتع بها اعلامنا، بل سيبقى الاعلام المصري الحالي يراوغ بما لا يرضي الشعب الذي لا يشاهده اصلا لأنه لا يثق به ولا بكوادره لكونه يشبه "الدودة العفنة" التي تظهر في الطعام!!.الإعلام المصري أساء إلى دولة قطر وشعبها قبل سنوات، وبعض الدول العربية الاخرى، وما زال يردد نفس الاسطوانة بل ونفس الدور القذر حتى اليوم إلى ان تسقط الاقنعة لهذا الاعلام المزيف وينكشف المستور "وياخوفنا من المستور"!!.واذا تتبعنا التاريخ الاسود للإعلام المصري وبخاصة خلال الفترة القصيرة الماضية فسنجد انه نجح في تحقيق الآتي:أولاً: نشر ثقافة الكراهية بين طبقات الشعب المصري الموحد قبل وبعد وجود الإعلام.ثانياً: الإساءة لدول مجلس التعاون ومنها بشكل خاص (قطر والمملكة العربية السعودية).ثالثاً: هدم العلاقات بين مصر والبلدان العربية والاسلامية واذكاء روح الطائفية والعنصرية فيما بينها.رابعاً: اللجوء إلى اتباع اسلوب المراوغة والكذب على الرأي العام المصري من خلال تشويه الحقائف والمعلومات بصورة مكشوفة ومفضوحة عبر نشر الخبر والحوار والتقرير المفبرك والمدسوس.خامساً: استخدام بعض المذيعين كوسيلة للتطبيل للدولة تحت غطاء الوحدة والدفاع عن مصر وما هي إلا صورة من صور التخلف الاعلامي الذي لا يخدم الرسالة الاعلامية المتعارف عليها دوليا.سادساً: تحويل الظالم إلى مظلوم والمظلوم إلى ظالم من خلال هذا الاعلام الذي لا يتمتع بالمصداقية والحيادية والموضوعية في الطرح والمعالجة، وإنْ صح ان نطلق عليه وصف "الاعلام المتقلب" أو "الاعلام المنافق".سابعاً: اتباع حرب الشائعات بهدف تغييب الشعب المصري عن الحقيقة المرة التي تتخبط بها السياسة المصرية حاليا لتصدير أزماته السياسية إلى الخارج عبر هذا الإعلام "الغلبان".ثامناً: من المؤسف وجود بعض القامات الاعلامية المصرية التي تشارك في تضليل الرأي العام دون ضمير أو مبدأ والمساهمة في التحريض على بعض طبقات الشعب المصري التي هي جزء من المنظومة الاجتماعية لهذا الشعب بجانب تشويه سمعة بعض الدول ورموزها السياسية.تاسعاً: الاستعانة ببعض الفنانين الشعبيين (من الشواذ) بهدف تشويه صورة الدول وبعض القادة العرب وغير العرب والإساءة المتعمدة للرموز الدينية، وما من شك ان اهداف هذه اللعبة باتت سياسية بحتة.وقد تحدث أحد المحللين عن الاعلام المصري المنهار قائلا: حفلة عرس مخصص للنميمة والشائعات والتحريض وهو عرس عملاق هدفه تضليل الشعب المصري والرأي العام العربي والعالمي من بعده وبشكل مخجل يدلل على اسوأ ما في قدرتنا نحن معشر العرب عندما نقرر استخدام التكنولوجيا وعلوم الاتصال في خدمة الزيف والشائعة والتضليل بدلا من خدمة الحقيقة والواقع كما تفعل بقية شعوب الارض. ويضيف قائلا: وسمعت بأذني مذيعا شهيرا يتغنج ويطعوج في اللغة وهو يتحدث عن الفرق بين المؤمنين والكفار، وتلمست معالم النزعة العسكرية عند احد الجنرالات وهو يتحدث لإحدى الفضائيات برسالة تقول بصورة غير مباشرة إن العسكر فقط هم الذين يستطيعون حكم البلاد وضبط الايقاع، وان الشارع المصري يتجه نحو القناعة باستحالة صمود اي رئيس مدني وبصرف النظر عن الاخطاء المخجلة التي تورط بها غيرهم وان المؤسسة العسكرية في طريقها لتكريس القناعة الشعبية العارمة بأن العسكر فقط هم القادرين على ضبط الامور. هذه هزيمة ساحقة لفكرة الصندوق والانتخابات والمؤسسات المدنية والتفكير الليبرالي ولا اعرف ما الذي سيفعله انصار تغيير الوضع في مصر خلال المرحلة المقبلة لكي نضمن عدم وجود دكتاتور عسكري مرة اخرى لثلاثة عقود.وجاء على موقع إحدى الفضائيات العربية حول احداث ماسبيرو والمعالجة المتخلفة للإعلام:أثارت الطريقة التي تعامل بها الإعلام المصري مع أحداث ماسبيرو التي وقعت بين بعض الأقباط وأفراد من الجيش، وأدت إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة المئات، الكثير من اللغط والجدل حول دور الإعلام الرسمي المصري، وصل إلى حد اتهامه بإذكاء الفتنة الطائفية بين نسيج المجتمع. وتضمنت الانتقادات لأداء الإعلام، التحريض والتضليل ونشر الأكاذيب، وهي اتهامات ليست بجديدة توجّه إلى التلفزيون الرسمي، وكان من أول أخطاء التلفزيون في التغطية هي ظهور هذا العاجل واستمراره ساعات، إضافة إلى تأكيد بعض المذيعين أن الجيش يتعرض لاعتداءات عنيفة من قبل متظاهرين أقباط، على حد تعبيرهم، ما اعتبره الكثيرون تحريضاً مباشراً برّره وزير الإعلام أسامة هيكل بأنه انفعال المذيعين تحت وقع الأحداث.ويقول آخر: وتأتي مجموعة أخرى من الإعلاميين الذين يقومون بأدوار كلب الحراسة وتأمين شخص الفرعون والقيام بدور الكلاب المحرضة أو الكلاب التي تقوم بالاغتيال المعنوي بالنباح على كل من يقترب من الفرعون بنقد أو مخالفة، ويترافق مع هذا النوع إعلامي جعجاع صاحب كلام فقاعي يقوم بدور المهيج (الديماجوج)، ويمارس بعضهم دور البلطجة الإعلامية ولا بأس بالقيام بدور صناعة الإهانة والمهانة لكل معارضي الفرعون مهما كانت مكانتهم إذ يشكلون بذلك فرقة اغتيال معنوية لكل من يجرؤ على مخالفته أو التهوين من شأنه أو اتخاذ مواقف مضادة لممارساته وسياساته. كل ذلك يتم ضمن مصانع الكذب وورش التضليل الإعلامي وفي إطار صناعة العبد وصناعة السيد، وفي هذا السياق يستغلون كل ما يتعلق بمجتمع الفرجة واللامبالاة يهمشون فيه دور المواطن ويمكنون فيه لمتوالية العبودية والولاء المطلق وارتباط المصالح وتوزيع الأدوار كل منهم يقوم بدور معلوم يقبلون فيه أدوار السنيد وحتى أدوار الكومبارس، كل همهم أن يمهدوا لاستقبال السيد فرعون الجديد، وفي هذه الجوقة فإنه غير مسموح للعبد أن يترك مجتمع العبيد لأن ذلك مما ينال من سلطان السيد وينال من إخوانه.ويقول أحد الشرفاء من المصريين الذين يعيشون على أرض قطر: " ثق يا أخي الكريم أن قطر في عين وقلب ووجدان كل مصري حر شريف مهما فعل هؤلاء المجرمون، على ان نبقى بمنأى عن النزول لمستوى هذا الاعلام الساقط والمنحط بل والمأجور، ولنبقى على الأسلوب الراقي المعتاد في عرض الحقائق بمهنية عالية وهذا هو ما يخشونه لأنه يكشفهم ويعريهم، فهم يتمنون نزولنا لمستواهم حيث لا يمكننا أن ننافسهم في السفالة".المذيعون في الفضائيات المصرية يقبضون ملايين الجنيهات سنويا من السلطة ورجال الأعمال ورواتبهم سخية وعالية، بينما الشعب كان وما زال يقبع تحت خط الفقر، كما ان الشعب المصري لم يعد غبيا ولا تمرر عليه الألاعيب الاعلامية فهو من الشعوب المثقفة والواعية بامتياز وهو يفضل دائما مشاهدة الفضائيات العربية والاجنبية الأخرى مثل قناة الجزيرة، ولا يشاهد الفضائيات المصرية اطلاقا لأنه يؤمن بانتهاء عهد الضحك على الشعوب!!.كلمة أخيرة:المفكر السياسي سعد هجرس مدير تحرير جريدة (العالم اليوم) أكد على ان الفساد الإعلامي أخطر أنواع الفساد في مصر اليوم، وترتب عليه فساد في الكثير من القطاعات والمؤسسات.. (وشهد شاهد من أهلها)!!.