19 سبتمبر 2025

تسجيل

الفكر التربوي بين الأصالة والتغريب

22 فبراير 2014

أسرة عبد الرازق و أسرة صالح أسرتان متحابتان تسكنان شقتين متقابلتين في احدى العمارات. ان غاب عبد الرازق سأل عنه صالح، و ان مرض صالح أو أحد أفراد أسرته أسرع عبد الرزاق لعيادته. وان استعان عبد الرازق بصالح كان خير معين. الأسرتان تتزاوران وتتناولان أخبار المجتمع، وهما عضوان في نادي (اجتماعي ثقافي) واحد. والأسرتان تشجعان نادي ( كبير) في كرة القدم. و في أحد أيام الصيف كانت هناك مباراة بين ناديهم و نادي (وست هام) الأنجليزي. واستضافت أسرة صالح أسرة عبد الرازق التي حضرت بكل أفرادها ماعادا الابن الأصغر عبد الله (6 سنوات) الذي كان يستمتع بالاستحمام في (البانيو) في ذلك الوقت. طلبت زوجة عبد الرازق من الخادمة أن تظل في الشقة حتى ينتهي عبد الله من الاستحمام و يرتدي ملابسه وتحضره الى شقة أسرة صالح خلال ربع الساعة. بدأت المباراة، و كان كل أفراد الأسرتين سعداء بمشاهدة ناديهم ورشاقة لاعبيه وسرعتهم في الأداء. وممازاد في سعادة الأسرتين و حبورهم احراز ناديهم هدف على النادي الانجليزي خلال عشرين دقيقة، وبعد أقل من نصف ساعة سجل النادي الهدف الثاني، وعلى الفور قامت زوجة عبد الرازق بعد انشغالها بنشوة الانتصار لاستحضار عبد الله بنفسها ليشاهد هذة المبارة الساخنة، فقد كان رغم صغر سنه،.شغوفا بكرة القدم. دقت أم عبد الله الباب بيدها مرة واحدة ثم فتحت الباب بالمفتاح فوجدت الخادمة جالسة على (الكنبة) ولكنها نائمة، فتوجهت مباشرة الى الحمام، وفجأة صدرت منها صرخة مدوية سمعها كل سكان العمارة والعمارة المجاورة، ولكن للأسف كان الجميع في شغل شاغل بمبارة الكرة، و أسرع عبد الرازق وبناته الثلاث وأسرة صالح بكل أفرادها، واسقط في يد الجميع عندما وجدو عبد الله في "البانيو" جثة لا حراك لها فقد مات غريقا، وعلى جبهته ورم من أثر أرتطام، وكانت الأم مغمى عليها وممددت على الأرض. أسرع الجميع باستخراج الماء من جوف الغريق. وحضر طبيب الصحة الذي قرر أنه مات غريقا عقب دوار حدث له من جراء ارتطام رأسه بحافة " البانيو" فوقع عقب الدوارفي " البانيو" و فارق الحياة غريقا. وأمام وكيل النيابة، أخذت أقوال الخادمة التي قالت أنها كانت في انتظار عبد الله حتى يخرج من الحمام و لكنها من فرط التعب نامت و لم تصحوا الا على صرخة مخدومتها (أم عبد الله). وسأل وكيل النيابة أبا عبد الله (عبد الرازق): هل كان عبد الله معتادا القفز من فوق حافة "البانيو"؟ قال نعم، و كان دائما مسرورا بالقفز في داخل "البانيو"، و كانت أمه تنصحه بتجنب الارتطام "بالبانيو". ووجه وكيل النيابة السؤال الآتي لأم عبد الله: ما هي ظروف غرق ابنك؟ قالت: ابني لم يغرق!..ابني عبد الله فرحه يوم الخميس القادم..وسيتزوج بنت خالته.. بنت أختي.. ووالده حاجز له صالة الزفاف منذ أسبوعين. عند سماع كلام أم عبد الله أمر وكيل النيابة باحالتها الى مستشفى الأمراض العقلية. التي قررت حجزها الى أجل غير مسمى.