20 سبتمبر 2025
تسجيلأغلبنا صار أسيراً أو مدمناً بطريقة وأخرى لوسائل التواصل الاجتماعي وأدواته، وكلنا له هدفه أو أهدافه من استخدام تلك الوسائل. الأمر لا يقتصر على منطقة معينة في العالم، بل العالم كله.من لا يملك اليوم هاتفاً جوالاً متصلاً بالانترنت؟ ومن لا يملك بريداً إلكترونياً شخصياً على غوغل أو هوت ميل وياهو وغيرها، ومن لم يشارك وينشئ صفحة على فيسبوك أو تويتر، أو ما شابه من وسائل التواصل الأخرى المتنوعة؟تقارير صحفية كثيرة تفيد بأن هذه الوسائل إنما هي واجهات لجهاز الاستخبارات الأمريكي CIA، وإن كنت شخصياً لم أجد ما يفيد تأكيد أو نفي الخبر على حد سواء، ولا توجد كذلك أدلة ملموسة تفيد بأن الاستخبارات الأمريكية هي من أنشأت تلك المواقع. ولكن، بعد أن كبرت وأثمرت تلك المواقع، لا أستبعد احتمالية أن الاستخبارات جاءت، وبما تملك من صلاحيات واسعة، لتفرض الأمر الواقع على تلك الشركات العاملة في مجال التواصل الاجتماعي، وبقية القصة المعروفة..في السابق كانت أجهزة الاستخبارات تصرف الكثير من أجل تتبع أشخاص مطلوبين، بالتجسس على حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية وغيرها، وتتحسس أنشطتهم الحياتية المتنوعة، لأجل أهداف أمنية أو مستقبلية محددة.لكن اليوم، ومع التقدم الهائل في تقنية الاتصال، صار ملايين الناس يعرضون معلوماتهم الشخصية في الفراغ الالكتروني مجاناً، لتكون مشاعاً يأخذها من يريد ويتصرف بها كيفما يريد ويرغب. ومن هنا صارت هذه المواقع تقوم بخدمة لا تقدر بثمن لأي جهة أمنية تريد معلومات، سواء كان ذلك رغبة أم رهبة.. لكن المؤكد أن الجهات الأمنية بهذا العمل، وفرت الكثير من المال والجهد في هذا المجال، وصارت خزائن معلوماتها تمتلئ يومياً بمعلومات مجانية دقيقة جداً في أحيان كثيرة، من ملايين البشر في أنحاء المعمورة!قد تقول: وما العمل؟هل تريد منا التخلف عن الركب العالمي في مجال الاتصال والمعلومات؟بالطبع لا. ولا يمكننا التخلي عن هذه الوسائل والأدوات بسهولة، ولكن يمكننا التعامل الذكي معها، بحيث نستثمرها ونستفيد منها في حدود معقولة، لا نكشف أنفسنا للغير، ولا نقدم ما وراءنا وأمامنا وعن أيماننا وشمائلنا من معلومات، لكل من هب ودب.. الاستخدام الواعي العاقل، هو السبيل الأمثل للتقليل قدر المستطاع، من الآثار السلبية لاستخداماتنا المكثفة لهذه الوسائل..والله الحافظ.