19 سبتمبر 2025
تسجيلالدولة تقوم منذ ما قبل الاستقلال بدورها المعروف في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين، سواء بمستشفيات الداخل التي تتطور وتزداد كذلك أو مستشفيات الخارج، ويشهد الجميع على أن الجهود المبذولة كبيرة ومقـدّرة، يقوم أبناء مخلصون من هذا الوطن على أمر الصحة، حتى وإن انتقد البعض الأداء وطالب بالمزيد من التجويد في تقديم الخدمات ، فإن ذلك من باب الحرص على الوصول بالخدمة الى أعلى مستوى ممكن، وإن كان بالوقت نفسه لا يقلل من الجهود المبذولة، فالدولة ما زالت فتية ولا يمكن مقارنتها بدول عريقة في مجال الطب وتقديم الرعاية الصحية، لأن الوقت جزء مهم للوصول الى المستوى المأمول والمرغوب. تلك المقدمة السريعة كانت ضرورية لبيان نموذج واحد شهدتُ بنفسي عليه، كدليل واحد ضمن مئات الدلة على ما أسلفنا الحديث عنه، بأن الجهود المبذولة في مجال اهتمام الدولة بصحة المواطنين كبيرة وكثيرة، ومن لدن أبناء هذا الوطن المخلصين.. ذلكم النموذج يتمثل في المكتب الطبي في العاصمة البريطانية لندن، الذي هو أشبه بخلية نحل من كثرة المواطنين الذين أرسلتهم الدولة للعلاج في المستشفيات الإنجليزية. أكثر ما يلفت انتباهك وتستشعـر معاني "الرجل المناسب في المكان المناسب" هو الالتقاء بالملحق الطبي، السيد عبدالله الأنصاري، الذي يحتويك بدماثة خلقه وبشاشة وجهه وروحه الطيبة التي تنسيك الكثير من مشاعر الحزن أو الألم أو الضيق الذي قد تكون عليه بسبب وجودك هناك، سواء كمريض تتلقى العلاج أو مرافق لمريض من أهلك.. عافى الله الجميع وألبسكم ثياب العافية.الأخ الأنصاري همه الأول والأخير ما إن تدخل مكتبه، أن يقدم لك ما تحتاج بأسرع ما يمكن، إذ لا تجده يفرق بين أحد من المواطنين. الكل عنده سواء، لا فرق بين وزير أو سفير أو مواطن من دخل محدود. الكل يجد نفس الخدمات، ويكفي أنك لا تجد مديراً أو سكرتيراً أو حاجباً يمنعك من الدخول عليه. تجده في كل الأوقات الرسمية وأحياناً كثيرة يطيل المكث بالمكتب ليطمئن على سير الأمور، بل إن هاتفه الخاص لا يهدأ من المكالمات والرسائل – أعانه الله على هذه المسؤولية.إن السفر للخارج لاستكمال أو تلقي العلاج بشكل عام هو بمثابة هم كبير على النفس، وخاصة في دولة أجنبية، ولكن حين تجد من يفرج عنك الكثير من الكرب والهموم كالإجراءات الإدارية البيروقراطية والتعاملات مع المستشفيات، بحيث يكون تركيزك منصباً فقط على العلاج سواء لنفسك أو من ترافقه، إنما هو بمثابة رفع حمل كبير عن كاهل المريض أو المرافق، وهذا هو ما يحدث في لندن بفضل الله ثم جهود الأخ الأنصاري والفريق الذي معه.إن الأخ الأنصاري هو نموذج "للشخص المناسب في المكان المناسب"، وما اختياره لهذه المسؤولية إلا دلالة على حكمة وبصيرة سمو الأمير الوالد ومن بعده سمو الأمير حفظهما الله ورعاهما، اللذين أثبتا قولاً وفعلاً أنهما مع المواطن وللمواطن.. فبارك الله فيهما وكل صاحب ضمير ونية صالحة يعمل معهما أو ضمن الكادر المسؤول عن الصحة في هذا الوطن الغالي، قطر. والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.