20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أن يدعو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، يهود فرنسا إلى مغادرة وطنهم والهجرة إلى فلسطين المحتلة، رغم أنهم مواطنون فرنسيون،في أعقاب مجزرة “شارلي ايبدو” بباريس، انتهازية وابتزاز سياسي رخيص، وتدخل في شؤون دولة ذات سيادة.هذا رأينا بما تفوّه به نتنياهو في باريس،ونضيف أيضا إلى الغمز من قناة دول أوروبا بأنها لا توفّر الحماية ليهودييها، وهذا يعني أن يهود أوروبا من وجهة نظر إسرائيلية ليسوا مواطنين في دولها،إنما هم جاليات مقيمة، وفي هذا خلط بين المواطنة والعقيدة الدينية، وأن ما يجري ليس فقط بسبب الإرهاب، وإنما أيضا بسبب سيادة مشاعر اللاسامية في الساحات الأوروبية،وبالتالي إعادة تدوير تلك الأسطوانة المشروخة،ومنها بالطبع تلك التصريحات الإسرائيلية المتغطرسة التي تلت اعتراف بعض البرلمانات الأوروبية منفردة، بما في ذلك البرلمان الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، رغم أنه اعتراف رمزي وغير ملزم للحكومات القائمة، إلاّ أن اسطوانة معاداة السامية المشروخة عادت إلى الدوران هذه المرة أيضا.إذن نحن أمام مفهوم جديد تسعى إسرائيل فرضه عالميا يتعلق بالخلط بين المواطنة والجالية،وعليه فالسؤال هو هل جاء اليهود إلى فرنسا من الكيان الإسرائيلي حتى يمكن وصفهم بالجالية؟،أم أن أوروبا هي أوطانهم الأصلية التي ولدوا فيها وعاشوا قبل أن يتواطأ الاستعمار الأوروبي “بريطانيا،فرنسا،إيطاليا،والخ”مع قادة الحركة الصهيونية لترحيلهم إلى فلسطين وتشريد شعبها وتوطينهم فيها تنفيذا لوعد بلفور. وفي المزايدة السياسية الذي انطوى عليه خطابه بباريس،حاول نتنياهو انتهاز اللحظة للربط بين الإسلام والإرهاب الذي لا وطن ولا دين له،متناسيا أن أحد أفراد الشرطة الذي قتل في المجزرة مسلم،وأن محررا صحفيا في المجلة المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين كان مسلما أيضا،والذي أسهم بإنقاذ الكثير من اليهود الفرنسيين في محل لبيع الطعام اليهودي” الكوشر” كان مسلما. يبقى أن أهم ما يعنينا هنا هو ما كشفته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن مخطط جديد يهدف إلى توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية ومنها القدس المحتلتين،من خلال توطين المهاجرين الجدد من اليهود الفرنسيين فيها، “نصف مليون يهودي يعيشون حاليا في فرنسا”. ليس بمقدور القادة الصهاينة التفريق بين الإسلام،دين التسامح والتكامل الاجتماعي واحترام الحقوق الإنسانية،وبين الأعمال الدموية المدانة،لأنهم غارقون بدماء الشعب الفلسطيني قتلا واعتقالا وتنكيلا وسرقة أرضه بالاستيطان الشيطاني. لكن نتنياهو كما يبدو.وهو يقوم بعملية التحريض.ضد العرب والمسلمين. مستمر وبخطة مبرمجة.كجزء من حملته الانتخابية.وهو يعمل على ابتلاع ما تبقى من فلسطين المحتلة. والإصرار على “ يهودية الدولة “، بالإضافة إلى عدم القبول بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،ويهدد بتوسيع العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في ككل المناطق المحتلة. على أيّ حال، من المستبعد أن تتقدّم أيّ حكومة إسرائيلية مقبلة بالعملية السياسية مع الفلسطينيين. سواء كان ذلك بالخطاب السياسي الانتهازي لنتنياهو كما حدث بباريس،ولا بالتغوّل الاستيطاني، وبالتالي قتل المزيد من الفلسطينيين، وذلك بسبب قوّة الأحزاب اليمينية وسطوتها في تشكيلة أيّ حكومة، فقبول فكرة إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة دولة فلسطينية في المناطق المحتلة، يتطلّب أن توجد أسباب لذلك، منها أن يدفع الإسرائيليون ثمن الاحتلال، بفرض عقوبات دولية جدّية على إسرائيل.