18 سبتمبر 2025

تسجيل

المشكلات ملح الحياة

22 يناير 2014

تصحو من نومك متاخراً لتذهب إلى عملك وتجد مشكلة بانتظارك، وما أن تقوم بحلها إلا وأخرى تظهر فتنهمك معها، وثالثة ورابعة وعاشرة تخرج لك من هنا وهناك إلى أن ينتهي يومك.. لا جديد ولا غريب بالموضوع.. المشكلات أو التحديات كما يحب البعض أن يطلق عليها، صارت جزءاً من البرنامج اليومي لأي أحد منا.. وإن كنت تتمنى أو تحلم بحياة لا مشكلات فيها ولا توترات أو تحديات ولا قلق ولا ضغوط، فأنت ها هنا تطلب ما نسميه بالمستحيل أن يتحقق ويتجسد أمامك. إن حياة بلا مشكلات ولا منغصات ولا مقلقات، هي بمثابة طلب الفردوس الأعلى، حيث لا كدر ولا هم ولا غم ولا مشكلات ولا روتين ولا من ينغص عليك معيشتك ومزاجك.. وهذا أمر مستبعد وقوعه في مثل حياتنا الدنيا، التي هي مجموعة اختبارات أو مشكلات أو تحديات إن صح وجاز لنا التعبير. هناك مشكلات وتحديات تواجهك في عملك، وعلى أثرها تقرر البحث عن عمل آخر وفي موقع آخر، آملاً الابتعاد عن المشكلات.. لكن المفاجأة كبيرة حين تجد ما كنت قد هربت منه في موقعك الجديد، إذ ما إن تنقضي فترة من الدهر ليست بالطويلة حتى تطل مشكلة برأسها عليك، ورويداً رويداً تتطور وتطل أخرى وثالثة وعاشرة. المشكلات القديمة هي نفسها تتكرر في كل زمان وكل مكان ولكن بوجوه جديدة وسيناريوهات جديدة وفي مواقع جغرافية جديدة.. لا تظن أنك تبتعد عن المشكلات بابتعادك الجغرافي عنها. لا، ليس هذا هو الحل، فإن الإنسان طالما أنه يعيش في وسط إنساني بشري، فلا بد أنه يتأثر بما عند الآخرين وما فيهم. حل هذه الإشكالية كامنة في فهم هذه الحياة، وفهم مفرداتها وأهمها البشر.. وحين تفهم طبائع من حولك وتعرف كيف تسير الأمور في هذه الحياة، وتتيقن تمام اليقين بمسألة القدر خيره وشره، فإنك ستهدأ وستعرف كيفية التعامل مع جزئيات وتفاصيل حياتك.. افهم الحياة، وكن سعيداً بما تملك من نعم الله عليك، وما يجيء لك من السماء، تكن أسعـد البشر.