18 سبتمبر 2025

تسجيل

هكر المعلومات الإسرائيلية محاولة لجر السعودية لصراع بغيض

22 يناير 2012

تتابع أوساط الإعلام العالمية باهتمام ظاهرة الهكر الذي اقتحم المؤسسات المالية في الدولة العبرية كاشفاً معلومات وأرقام المتعاملين هناك وناشراً الذعر بينهم في سابقة خطيرة وواسعة في عالم المعلوماتية تتعدى مجرد السطو المعتاد للحسابات البريدية الشخصية " الإيميل ". ولعل الجانب الأكثر حفزاً لمتابعة هذا الحدث هو تسمية هذا المتهكر لنفسه بـ " الهكر السعودي " ربما في محاولة لجر السعودية إلى حلبة من الصراع التقني مع إسرائيل في توقيت ساخن عالمياً وحافل بجملة من الأحداث والمواجهات مابين عسكرية وأخرى مالية . بيد أن لتسميته بالهكر السعودي حقيقة لا يمكن إثباتها بدقه لتأصيل التهمة فهذا المتهكر الخفي يجيد اللغات ويملك تقنيات عالية ووقتا واسعا ومتاحا ربما لا تسمح به ظروف طالب يرفد مدخوله الشهري بالعمل في أحد مطاعم دول أمريكا اللاتينية حسبما نشر من معلومات شخصية عنه وموطن ممارساته وتحديد المفتاح التقني له وحدود نطاقه. فمع أننا نحمل من مشاعر الحنق والعداء الكثير بفعل ممارسات المحتل وسلوكه تجاه أهلنا ومقدساتنا إلا أننا لا نقر التخريب والاستهداف بهذه الصورة أو غيرها من الممارسات ولا نقبل تسميتنا عموماً بالمخربين أو مجرد انتمائهم لنا. ومثلما ذهب إليه الكثيرون في تحليلاتهم ومتابعتهم حول الحدث وتسميته بالمؤامرة والتأليب ضدنا وحفز المخربين وهواة العبث التقني أو حتى المبرمج من الطرف الآخر لاستهدافنا مؤسسات وأفرادا خصوصاً في هذا التوقيت العالمي المتأزم سياسياً ومالياً لاسيَّما في ظروف المنطقة تحديداً وتنامي التأزيم العالمي مع إيران والجانح نحو المواجهة فيبدو تخفيف الضغط على إيران بكل السبل محاولات مقنعة وعلى كل المستويات خاصة عند استقراء سلسلة أحداث المنطقة تاريخياً. فالغالبية من عامة المتابعين مع هذا الطرح والأخذ به فهذا الهكر المبطن محاولة لوضع الشباب السعودي تحت المجهر دائماً أينما حلو. فلا ننسى حين استخدم ثلة من الشباب السعودي والمغرر بهم في عمليات الحادي عشر من سبتمبر وتسميتهم بالعضلات في مهمة الأحداث. فقد كان الاستهداف واضحاً لجر السعودية في العملية تحقيقاً لضرب جملة من المصالح والعلاقات بين المملكة والعالم. فكان السعوديون بعدها محلا لممارسات مشددة في مختلف مطارات العالم ورسمت حولهم صورة ذهنية مشينة فقد ألحق الإرهاب بكل صيغة بشخصيتنا وملامحنا وجواز سفرنا الذي كان قبلها محلا للترحيب والثقة حول العالم. وتبعاً لذلك فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد من سوء المعاملة ونظرات الشك أينما ذهبنا كما أن لدينا الآن عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات المبتعثين في مختلف جامعات العالم ونأمل أن تكون دراستهم إضافة قيمية لحصيلنا المعرفي ومسيرتنا التنموية وأن يكونوا جميعاً عوناً للأمة بعلمهم وفكرهم. ولعل إلصاق تهمة الهكر بطالب سعودي فيها من الاستهداف لبرنامج الابتعاث الواسع وما يضيفه من انفتاح علمي فيرى فيه العدو مخافة كبرى, فقد قيل " إن العلم سلاح لا ينفد " خاصة وأن الطلبة السعوديين يسجلون نجاحات علمية مشرفة ويسهمون في تزايد المعرفة في مجالات دراساتهم بالأبحاث النوعية والمتميزة والتي ترصدها نشرة " الراصد " التي تصدرها وزارة التعليم العالي السعودية. وهنا أعتقد جازماً أن لقضية الهكر السعودي حسبما يسمى أبعادا كبيرة وخطيرة جداً وأن هناك أطرافا خفية في الحادثة قد يتبدى دورها لاحقاً فيما لو تحقق التثبت من شخصية هذا الممارس العبث الذي نتمنى جميعا أن لا يكون سعودياً أبدا فربما تطالنا عموماً ملاحقات قانونية أو تلزم بلادنا بتعويضات مالية أو قد تكون مثل هذه الممارسات الصبيانية مدخلاً لفرض التزامات غير حميدة. نتمنى أن نكون حاذقين جميعاً لمواجهة هذه الحالة فالمسألة تتعدى مجرد السطو على حساباتنا الإلكترونية وحالات الغضب عند حدوثها[email protected]