17 سبتمبر 2025

تسجيل

مونديال غير

21 ديسمبر 2022

لن أضيف جديداً إذا ما قلت إن #مونديال_قطر_2022 كان حدثاً استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأنا لا أقول هذا اليوم بعد أن أثبتت قطر حقاً جدارتها بتولي هذه المهمة التي تتردد في القيام بها دول كُبرى لها باع في تنظيم المناسبات الرياضية وغيرها من الاحتفالات والمناسبات العالمية، ولكن أكدته في مقال كتبته منذ 12 عاماً، بعنوان: (قطر وصنع التاريخ)، نشرته صحيفة الشرق القطرية – الأحد، 05 ديسمبر، 2010..(1) فقد نافست قطر آنذاك دولا كبرى لم يتم اختيارها لهذه المناسبة العالمية المهمة، فجاء رد فعل بعضها غريباً وغير مبرر أثبتوا فيه أن "الروح الرياضية" التي طالما تغنى بها خبراء الرياضة والرياضيون الغربيون هي بعيدة عن ساسة ومسؤولي هذه الدول بل وعن بعض المسؤولين الرياضيين فيها. والغريب أن نفس هذه المشاعر السلبية، حتى لا أقول العدائية، لم تزل أو تهدأ طوال كل السنوات الاثنتي عشرة التي سبقت إقامة قطر لهذا الحدث الضخم، وخلال المونديال، بشتى الحج والتخرصات التي وصلت إلى حد قول الرئيس الأمريكي باراك أوباما – آنذاك – "إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أخطأ بمنح حق تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر وليس الولايات المتحدة"!. من جهتي أكدت في مقال هذا أن ما فازت به قطر في رأينا ليس فقط تنظيم مباريات كرة قدم لكأس العالم بل هي فرصة استثنائية فازت بها شقيقتنا الخليجية من خلال استضافة هذه التظاهرة العالمية لإظهار تاريخها الحديث وماضيها التليد، وكيف نجحت في المواءمة بين هذا وذاك في تنمية الدولة ورخاء الشعب وإبراز الوجه الحضاري ليس فقط لقطر بل وللأمة العربية التي هي جزء منها. وستكون هذه المناسبة أيضاً فرصة كبيرة لقطر للاستثمار بشكل هائل في البنية التحتية واستكمال المشروعات الجبارة التي تشهدها هذه الدولة الطموحة منذ سنوات بما فيه صالح مواطنيها. وهذا هو ما حدث بعد أكثر من عقد من الزمان بعد أن استضافت قطر #مونديال_2022، وتخطت كل العقبات التي ما فتئ هؤلاء يزرعونها في دربها وأقامت مهرجاناً رياضياً منحها فيه العالم أجمع علامة التفوق الكبرى. لذا سأستعرض هنا زاوية واحدة من هذا الحدث العالمي الاستثنائي تظهر الروح السلبية التي حملتها بعض الأقلام صاحبة التوجهات المريبة، التي استمرت منذ نجاح قطر في الفوز بإقامة المونديال على أرضها، وحتى اليوم. وهي أقلام وأصوات خبيثة خبأ بعضها، وغير بعضها الآخر جلدهم كالثعابين الرقطاء راضخين، دون أن يرف لهم رمش!. أحد أغرب التعليقات، والتغريدات التي قرأتها جاء حول ما أنفقته دولة قطر لإقامة #مونديال_2022، وهي تغريدة يقول صاحبها: "لو أعطيت المليارات التي صرفهم "تميم" على المونديال للشعب الفلسطيني لحرروا القدس". وقد لا يعلم ناشر هذه التغريدة، أو أنه يعلم ولكنه "يستعبط"، أن المساعدات الدولية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية بلغت 35.4 مليار دولار، هذا الرقم وفق بيانات للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار - (شبه حكومي)، في 13 فبراير، 2019. وهذا هو المعُلن من جهة بحثية واحدة. وقد قدمت المملكة العربية السعودية وحدها لفلسطين خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام 2018، ما تجاوز مجموعه 6 مليارات و51 مليون و227 ألف دولار أمريكي. علماً أن الرياض بدأت في تقديم المساعدات لدول العالم منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حظي منها الشعب الفلسطيني بنصيب وافر من هذا الدعم على مر التاريخ. (2) إن قطر هي دولة فرضت نفسها واحتلت مكانها عالمياً، فكل شيء في قطـَر، كما يقول أحد المعلقين على فوزها بتنظيم كأس العالم.. رائع، بلد متطور.. شعب ودود.. وحكومة ذكية جعلت من قطر أكثر بلد نمواً في العالم. ولا يسعنا في النهاية إلا أن نهنئ من كل قلوبنا قطر حكومة وشعبا على هذا الإنجاز الكبير للدولة الشقيقة وللمنطقة العربية، بل وللمسلمين جميعاً، وهو بلا شك إنجاز وفرحة كبرى للجميع، فهي أغلى هدية تقدمها قطر لأمتها العربية، أما تلك الدول والشخصيات الدولية والإقليمية، وكذلك خفافيش الإنترنت الذين حاولوا المس بالملف القطري أو الإمكانات القطرية، فإن قطر أثبتت أنها على قدر التحدي، فقصفت الأقلام وأخرست الألسن.