سلطان خالد السويدي.. وأمجاد الكرة القطرية

(1) من منا لا يتذكر الرعيل الأول ممن أسس أمجاد الكرة القطرية وكانت له اليد الطولى في تأسيس جيل استطاع تكوين نفسه بنفسه وأهَّل وخرَّج للمجتمع المئات من الأسماء التي لمعت في سماء الكرة القطرية قبل أكثر من ستة عقود مضت على وجه التقريب. ذاك الجيل كان يتمتع بالإخلاص والوفاء وقمة العطاء لهذا الوطن عبر مسيرته التي لن ينساها أبناء الأمس واليوم نظير جهودها التي لن تنسى وستظل خالدة في ذاكرة ومسيرة الكرة القطرية. (2) من الأسماء التي لعبت دورا بارزا في سجل أمجاد الكرة القطرية وتأسيسها بالشكل الصحيح نذكر منها الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف ومؤسس النهضة الرياضية والشبابية منذ الخمسينيات وحتى رحيله في سبعينيات القرن الماضي. ثم جاء من بعده سعادة السفير أحمد بن علي الأنصاري مؤسس رعاية الشباب وإدارتها المهمة التي كونت فترة الاهتمام بالشباب والرياضة، بل إنه أول من قدم البرامج الرياضية عبر شاشة تلفزيون قطر منذ تأسيسه في حقبة السبعينيات. (3) أما سلطان بن خالد السويدي فله تاريخ يُحكَى ويسَطَّر بكل فخر لأجيال اليوم.. يتعلمون منه الإصرار والحب لهذه الأرض.. فهو لاعب سابق بنادي العربي الرياضي لكرة القدم وهو أبرز الذين قادوا الاتحاد القطري لكرة القدم نحو المنافسة للعالمية فوصل بمنتخب قطر للشباب إلى نهائي كأس العالم للشباب عام 1981م وأحرز من خلال ذلك الإنجاز المركز الثاني.. واليوم تفخر قطر بتنظيم مونديال كأس العالم للكبار لكرة القدم 2022 م وهو ما لم تنل شرفه أي دولة عربية من قبل. ثم توالت باقي الإنجازات الكروية في عهده حيث فاز منتخبنا الوطني بدورات كأس الخليج لكرة القدم عام 1992م في الدوحة ثم عام 2004م وعام 2014م. (4) سلطان السويدي شخصية مثقفة وإعلامية وصحفية فريدة قبل أن يكون شخصية رياضية.. وله إسهامات في مسيرة الصحف القطرية فهو مؤسس مجلة "الفجر" التي توقفت قبل عقود وكانت من المجلات التي يشار إليها بالبنان من ناحية نشر الوعي بالحرية والديمقراطية لدى الرأي العام في أيام كنا بحاجة لهذا النوع من الثقافة المجتمعية. (5) كلمة أخيرة: الحديث عن الرعيل الأول للرياضة والثقافة والإعلام في قطر يحتاج منا إلى وقفة مستقبلية موسعة نستلهم معه الدروس والعبر في تكوين جيل لن يتكرر أبدا في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات.