16 سبتمبر 2025

تسجيل

(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)

21 ديسمبر 2020

هاتان الكلمتان، فيهما من المباهج والأفراح، واللمسات اللطيفة والتفاؤل والأمل لكل من يريد ويسعى إلى الصلح، ففيهما بناء وتماسك أسرة، وإيجابية وفاعلية مجتمع، وتكاتف وتعاون وقوة عائلات. خلق وقيمة عظيمة لا يحمله إلاّ الكبار. والصلح خير في كل شيء، في إنهاء الخلاف والفرقة والتنازع والقطيعة والتعنت بالرأي، والصلح خير لمن قطع رحمه لأسباب تافهة ساقطة، على أوساخ الدنيا. والصلح خير بين الزوج وزوجته والعكس، ما أحسنهما إذا سهلا وتنازلا وفتحا باب الصلح وحصل المطلوب منه فكان خيراً لهما، بدلاً من الصراع والخلافات والاعتداد بالرأي، وأنهيا كل هذا بـ"وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"، فسترون كيف صناعة الأفراح عليكما وفي حياتكما وعلى من حولكما. والصلح خير في البيئة الإدارية إذا حصل خلاف ونزاع، فلا هذا ينتقم ولا ذلك كذلك، وما إصلاح ذات البين سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي أو المؤسسي، إلاّ ترجمة إيجابية لهاتين الكلمتين "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ". فهل يُدرك الجميع هذا المعنى الكبير الحي في واقعهم من "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"؟. فلقد فقه الكبار من صُنَّاع الحياة رحمهم الله "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" لما فيهما من مساحات الخير، وأدركوا يقيناً بأن الصلح هو الأفضل والخيار والأجمل والأنفع لحل كل المشكلات والنزاعات وإزالة العقبات من طريق حركة الحياة، وأن الخير كل الخير والأفراح كل الأفراح، والمباهج كل المباهج في الإصلاح والتقريب بين المتخاصمين، فواشوقاه لحملة هذا الخلق، يقول عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت: كنتُ جالساً مع محمد بن كعب القرظي، فأتاه رجل فقال له القوم: أين كنت؟ فقال: أصلحتُ بين قوم، فقال محمد بن كعب: أصبت لك مثل أجر المجاهدين، ثم قرأ " لا خير في كثير من نجواهم..". فالمجتمع الذي يعيش مع القرآن في واقعه، تكون حركة حياته حية الروح والعمل أفراداً وجماعات. يا صاحبي.. لا ترفض الصلح ولا تتعنت برأيك وتقول أنا الصح وغيري مخطئ، فمن جاءك يمد يديه للصلح فمدد يديك بالقبول، فلا ترفض ففي الصلح خير، وهل في القطيعة والبغضاء والشحناء خير؟. أيها المتخاصمان رفقاً ببعضكما، فلكل مشكلة حل وحل، فقط اجعلا أمامكما "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"، وبإذن الله ستزول كل المشكلات والعقبات من طريقكما ومن حياتكما. ربي أفرح الجميع بـ"وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"، وألَف بين قلوبنا، وأصلح ذاتَ بيننا. "ومضة" إنها الحياة في قوله تعالى "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" فهل ندرك هذه المشاهد الإيجابية في حركة حياتنا ؟!. أم نلوثها بمشاهد سلبية ومعارك جانبية وخصومات لا نهاية ولا قيمة لها. فدروس "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" لا تنتهي، يكفي أنها خير. [email protected]