16 سبتمبر 2025
تسجيلاستوقفتني هذه المفردة أثناء مطالعتي كتاباً يتناول الألفاظ الدخيلة على لهجتنا، ومعناها فاسد، وتستخدم عادة لوصف المكسرات الفاسدة، فيقال "البستك خارو" إذا وجد أنه فاسد عند فتحه. وقادني تأملي لهذا المعنى إلى صنف من الناس يعيش حولنا فتراه جميلاً مغرياً بفتح خطوط التواصل معه فإذا تعاملت معه وجدته "خارو"!. وهي مشكلة أزلية يعاني منها البشر، حيث تغلب المظاهر على المخابر فيزداد التجميل ويبالغ في التأنق، فتجد بعصهم وقد تحوّل إلى واجهة محل للماركات وغيرها من الملفتات نحو المظهر لا أكثر. وحيث إن عملي يحتم عليّ التعامل مع قطاع كبير من النساء، فإنني التقي بالروائع والفواجع في آن واحد، فبعضهن تكون أيقونة اجتمع فيها جمال المنظر وغنى المخبر فتستلذ حديثها وترغب في الاستزادة من خيرها المكنون فتزيد علمك وخبرتك وتثرى إنسانيتك. وبعضهن يفيض غروراً وعنجهية انعكست على الوجه المجمل والأزياء التي تم اختيارها بعناية وتركيز شديدين، فضاع التقدير بمجرد ما تكلمت كذباً أو تكبراً أو لؤماً. الغريب أن هؤلاء اكتسين الصفاقة حتى قلبن الحق باطلا بلسان طويل مبين!، مما يدل على أن "البستك" الفستق خارو!. ففي زمن تتسابق فيه كثير من الفشينستات على الظهور واحتلال منصات الإعلام التقليدي والجديد نجد من يليق بهن مصافحة عقولنا وحواسنا، يفضلن البقاء في الظل وترك المجال لإنجازاتهن للتعبير عنهن، وإن بادرن بالظهور في تلك الوسائل تجد مظهرهن لائقاً بهن فلا يسرق الأضواء من مخبرهن كمبدعات مبتكرات في كل المجالات، فتكون الثقة والسكينة والذوق هي مفردات لغة أجسادهن. وحقيقة ما زلت أحار من مبدعات حققن قصب السبق في مجالاتهن يرفضن الظهور بتاتاً في زمن التوثيق وسيادة الإعلام تاركات فضل الحديث لإنجازاتهن، في ترجمة حقيقية لنصيحة ذهبية مفادها: دع أعمالك تتحدث عنك. وهذا هو مقياس الآخرة أيضاً فعملك هو طريقك المعبد لآخرتك لا مظهرك، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "مسلم". فيا ليت رسامة أنانية حقود أو مبتكرة متكبرة حسود وغيرهن من تلك المعادلات المختلة أن يعملن على إصلاح ما فسد في دواخلهن ولا يكن مجرد فستق خارو، ليحققن النجاح في الدنيا والآخرة. ختاماً لكل مبدعة في مجالها أعلت القيم وأرست الأخلاق وأدركت أن دواخلنا أكثر أهمية من ظواهرنا فكانت كنزاً مخبوءاً.. تحيتي وتقديري.