10 سبتمبر 2025

تسجيل

في رحلة الحياة

21 ديسمبر 2018

الوفاء صفة انسانية رائعة.. ما يربط الانسان بأخيه الانسان مجموعة من الوثائق غير المكتوبة. ولعل الوفاء أبرز هذه الصفات ولكن في الحياة. من الندرة أن نجد هذا إلاّ فيما ندر. نتذكر تلك القصة الرائعة ما حدث لكل من الأديبين عبدالحميد الكاتب وعبدالله بن المقفع وكيف حاول كل منهما أن يفدي صاحبه. ولكن لماذا أتذكر الآن هذه الصفة الرائعة؟ لأن الانسان في رحلته يلتقي بنماذج يساعدهم فيعضون الأيدي. أتذكر ونحن طلبة في قاهرة المعز كيف ارتبطنا بنماذج كنا نعتقد أنهم يشكلون جسراً للتواصل بين أبناء هذا الوطن الجميل بأهله وناسه وتلك الزمالة، حاولنا أن نمدّ يد العون والمساعدة إليهم بكل الطرق والوسائل وتكلل مسعانا بالخير لهم، وفجأة. بعد ما يقارب أربعة عقود وجدنا أن كل ما فعلناه ما كان سوى قبض الريح، وإننا مجرد جسر حتى يصلوا إلى غاياتهم أو كما قال ذلك الانسان «هذه ديرة السذج !!» لا.. نحن لسنا سذجاً، هناك خير وهناك شر، وهناك خيط رفيع بين أن امدّ يدي اليك وانتشلك واعمل بأصلي وتعمل بأصلك !! نعم هناك أوفياء وهناك لؤماء.. أنا حزين على ضياع سنوات من عمر الانسان في صحبة مثل هذه النماذج، ولكن هل يعني هذا أن يتوقف الانسان عن فعل الخير؟ أم يعمل الخير ويرميه في البحر كما في الامثال؟ انا في حيرة، هل النماذج التي مرت في حياة الفرد تخلق مثلاً اقول مثلاً دروساً وعبرا أمَ أننا كما قال ذلك السيئ الخلق والاخلاق إن أهل قطر من السذاجة بمكان!! بين الخير والشر خيط رفيع أرفع من الشعرة.. قد يكونون هم من وجهة نظرهم يرون الواقع هكذا ولكن نحن سوف نستمر في العطاء، فالحياة لا تستقر على نمط واحد أو على شكل أحادي.. هناك نماذج من الأشقاء العرب عبر خريطة الوطن تربطنا بهم وشائج وما أكثر، وعدد محدود من النماذج لا يعني أن نتطلع الى الحياة بمنظار أسود. الأصيل سوف يبقى على أصله والبيسري سيظل هكذا وقدر الانسان أن يعيش مع هذا وذاك، ولكن يحزّ في النفس أن تسهم في تكوين جاحد وأن ينكر كل ما قدمت له، فهنا الطامة الكبرى، وكم كان صديقي الراحل وجدي الحكيم محقاً وهو يقول: اعتبرها شروة خاسرة[email protected]